في معرض «شام 2009» السنوي الذي اختتمت أعماله في دمشق أخيراً، قدّمت شركات عالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر من 729 ماركة وعلامة تجارية متطورة، تنتمي الى 42 دولة. ووصفت الشركات هذه المنتجات بأنها تشكّل لوحة فسيفسائية قادرة على تأمين أحدث نُظُم المعلوماتية وبرمجياتها وتطبيقاتها التي تكفل إعطاء شحنة عالية من الحداثة للمؤسسات والشركات. وكعادتها سنوياً، نظّمت «الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» المعرض الذي استمر خمسة أيام. وغطّت معروضاته حقول متنوّعة من الاختصاصات، شملت الاتصالات والشبكات وتجهيزات وحلول وتطبيقات الانترنت والأتمتة الإدارية والتعليمية والصناعية وتجهيزات حاسوبية حديثة ومتطورة. كما عُرِضت في أروقته نُظُم الوسائط المتعددة «ميلتي ميديا» وتطبيقات المعلوماتية والملحقات الحاسوبية وأجهزة تزويد خدمة الانترنت، وتقنيات تصميم المواقع واستضافتها، والمقسمات الهاتفية والهواتف النقالة وملحقاتها. وبدا واضحاً أن معظم الشركات الأوروبية والأميركية كانت حاضرة في المعرض بشكل غير مباشر. وقدمت أحدث ما ابتكرته في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عبر وكلائها المعتمدين في المنطقة. وفسّر البعض هذه الخطوة بأنها مرحلة مهمة على طريق تخفيف الحظر التكنولوجي المفروض على سورية منذ ما يقارب الخمس سنوات من قبل الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية. ويعتبر «معرض شام لتكنولوجيا المعلومات» أحد أهم المعارض المتخصصّة في المنطقة. وتعرض فيه عادة حلول المعلوماتية والاتصالات ونُظُمها وبرامجها وشبكاتها. ويعتبر المعرض أيضاً فرصة حقيقية للشركات لتقديم منتجاتها وخدماتها لأكبر شريحة من المهتمين والباحثين في سورية، إضافة الى عرضها للمستجدات في عالم التكنولوجيا الرقمية والاتصالات المتطورة. مواكبة إيقاع التقنيات الرقمية وأكّد وزير الاتصالات والتقنية السوري عماد صابوني على الدور الذي يؤديه المعرض في الارتقاء بالمجتمع وإطلاعه على أحدث تقينات الاتصالات والمعلوماتية والخدمات الإلكترونية. وفي تصريح إلى الصحافيين على هامش المؤتمر، لفت إلى سعي سورية الى مواكبة التطورات التكنولوجية في الاتصالات الثابتة والخليوية والانترنت والحلول المعلوماتية للخدمات الإلكترونية. وعرضت الشركات مجموعة من النُظُم المتخصّصة في الإدارة والأتمتة والمحاسبة ودعم القرار مثل نظام «مايكروسوفت داينامكس» Microsoft Dynamics الذي يستطيع إدارة العمليات المختلفة في الشركات التجارية والخدمية والإنشائية والصناعية. ويتكامل أيضاً مع نظامين من الشركة عينها هما: «يونيفايد كوميونيكايشنز» Unified Communications، الذي يتيح توحيد الاتصالات بكل أنواعها ضمن واجهة موحدّة، و «داينامكس «سي آر أم» (Dynamics CRM) الذي يدير المعاملات المتصلبة بالعلاقة مع الزبائن، وضمنها الاتصالات والخدمات والتسويق وطلبات البيع. وفي تصريح إلى «الحياة»، أوضح عبد الملك حمشو مدير العمليات في شركة «بيز كرنل» التي عرضت هذه النُظُم في «شام 2009»: «أنها نُظُم متكاملة بحيث تشكّل نظاماً موحداً... إذ يتكامل نظام إدارة الاتصالات مع نظام إدارة علاقة الزبائن. فمثلاً، يتشارك النظامان في التعامل مع اتصالات الزبائن، ما يساعد على تتبع كل زبون بالتفصيل وفي أي وقت». وتابع: «بطريقة مماثلة، تتكامل نُظُم إدارة علاقة الزبائن، وتخطيط موارد الشركات، والأنظمة الإدارية لدعم القرار، ما يجعلها كينونة واحدة تمكن الشركة من إزالة عوائق تطورها وتوسعها... وهذا المفهوم يعرض لأول مرة في معرض شام». وفي سياق متصل، عرضت بعض الشركات برامج متقدّمة للكشف عن الفيروسات وإزالتها، والتصدي لهجمات قراصنة الانترنت. ويضمّ هذا التطبيق قسماً يتخصّص بإنشاء «جدار نار» («فاير وول» Fire Wall) بين الحاسوب وعالم الانترنت. ولعل المثال الأوضح عن تلك البرامج هو المنتج المتطوّر الذي عرضته شركة «كاسبرسكاي» Kaspersky الروسية. رقابة إلكترونية عبر البصمة وقدّمت إحدى الشركات العارضة أجهزة مراقبة لدوام الموظفين، تعمل من طريق بصمة الأصبع. ويعتمد أحد تلك الأجهزة على صورة عن شرايين دم ظهر الكف، ليخزنها في ذاكرته ويقارنها مع صور مماثلة لبقية الموظفين، أثناء دخولهم العمل وخروجهم منه. ويستخدم جهاز آخر بصمة الأصبع مع كاميرا لتصوير الشخص المطلوب ومراقبة دوامه. وقال خالد فاعور من شركة «تقنيات المعلومات المتقدمة»: «حلّت هذه النُظُم الجديدة مشاكل نظيراتها من الجيل القديم التي كانت تعاني صعوبة في التعرّف الى بصمات الأصابع بالنسبة الى العمال الذين يعملون في مهن غير مكتبية». وللمرة الأولى، عرضت شركة «أوبل» مجموعة من الأجهزة الاحترافية، ضمت كومبيوتر «آبل ماك برو» APPLE MAC PRO الذي يحتوي معالجين متطورين يعملان بتقنية متطورة تسهل تنفيذ عمليات معالجة الصور ومونتاج الفيديو الرقمي وغيرها. كما عرضت شاشات للكومبيوتر تتمتع بمزايا لونية دقيقة، ما يجلعها متوافقة مع العمل الاحترافي في مجال صناعة مواد «الميلتي ميديا» والتعامل معها. وظهر في المعرض أيضاً كومبيوتر متعدد الاستخدام، من نوع «ماك آبل»، حمل اسم «أول إن وان» ALL IN ONE. وبفضل تصميمه المدمج، يتيح هذا الحاسوب الاستفادة القصوى من مساحة المكان الذي يوضع فيه، ذلك أنه يدمج محتوياته الإلكترونية مع شاشة العرض. وفي «شام 2009»، قدمت شركة «إبسون» Epson طابعات تحتوي نظاماً متقدماً لتقنية الطباعة من نوع «ديورابرايت» Durabrite، يُمكّن تلك الأجهزة من الطباعة «على البارد»، بمعنى عدم الحاجة لفترة تسخين، ما يزيد من جودة عالية المنتج النهائي. ولوحظ أن الشركة إاهتمت بأن تأتي تلك الطابعات في شكل يمكّنها من مقاومة عوامل التآكل الطبيعي، مثل الماء والضوء والغازات وغيرها. وعرضت شركة «إيسوس»Asus مجموعة من الحواسيب المحمولة، التي تنتمي الى فئة «إي إي إي توب» EEE TOP. وتحتوي المجموعة شاشات من النوع العالي الوضوح «هاي ديفينشن» Hi Definition تعمل باللمس، ويديرها نظام التشغيل «ويندوز 7.0» Windows 7.0 الذي أطلقته شركة «مايكروسوفت» العملاقة أخيراً. وعرضت الشركة عينها جهاز راديو انترنت موديل «إيرز» AIRS يستطيع عرض مئات من محطات ال «أف أم» التي تبث عبر الشبكة العنكبوتية. ويتصل هذا الراديو بشبكة الانترنت، إما سلكياً واما لاسلكياً، كما يمكن ربطه مع مشغل الموسيقى الرقمية «إي بود» iPOD. وبصورة عامة، شكّل معرض «شام 2009» فرصة كبيرة لطلاب المدارس والجامعات للاطلاع على احدث ما توصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ورافقت المعرض أيضاً محاضرات تناولت مجموعة من المواضيع، مثل تقنيات الحزمة العريضة اللاسلكية في الاتصالات المستقبلية وتقنية «بروتوكول الصوت عبر الانترنت» («فويس أوفر أي بي» voice over ip) وتطبيقاتها وغيرها.