أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف على مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الدكتور علي الغبان، أن مهمة المتاحف لا تقتصر على تخزين القطع الأثرية والاحتفاظ بها فقط، وإنما مهمتها تربوية ثقافية في المقام الأول. وأضاف في مشاركته في اليوم الثاني للندوة الثقافية «وجهات نظر حول التراث الثقافي»، التي نظمها المتحف الوطني بالرياض، بالتعاون مع المجلس الوطني للآثار بفنلندا: «ينبغي أن يجد المجتمع بشرائحه المختلفة المعلومة التاريخية والحضارية والثقافية، في ما تحتضنه هذه المتاحف من قطع أثرية وتراث يجسد هوية وأنشطة الأمم في المجالات المختلفة». وناقشت الندوة في ختام أعمالها أول من أمس، الأهداف العامة والمحدودة من الأنشطة وحماية البيئة الثقافية، متناولة جميع المجالات ذات الصلة بهذا المجال، بما في ذلك المكتشفات الأثرية، والنظام الرقمي ونظام المعلومات، والوضع في فنلندا مقارنة بأوروبا في سياق عالمي. وأوضح مدير قسم حماية البيئة بالمجلس الوطني للآثار بفنلندا، عضو بمنظمة المتاحف العالمية ICOM هارو ميكو، أن المتاحف في فنلندا تحظى بعناية متكاملة من الدولة والمجتمع، لافتاً إلى التركيبة التنظيمية للمتاحف ببلاده، «المتاحف في فنلندا موزعة في 25 منطقة، الأمر الذي أسهم في حفظ التراث وتطويره بما يحقق توظيفه في المجالات كافة». وتابع: «نحن معنيون بحماية هذا التراث على الصعيد المحلي والوطني، ونؤدي هذه المهمة وفق قاعدة بيانات ومعلومات وافية عن العناصر التراثية المستهدف وتمكنا من تأسيسها بشكل دقيق»، لافتاً إلى أهمية توافر المعلومات عن المواقع الأثرية والتراثية ودقتها، ما يسهم في حماية وصيانة المباني التراثية المهمة بشكل علمي ودقيق. وقدم مدير قسم حماية البيئة بالمجلس الوطني للآثار بفنلندا، عرضاً مرئياً شمل عدداً من المشاريع التراثية العريقة بفنلندا، من بينها متحف التراث البحري (التراث الحضاري المغمور تحت المياه)، الذي تضطلع بمسؤوليته الجمعية الفنلندية للمتاحف.