ربما لن تبقى هواية الصيد بالصقور، وتعلم فن «الصقارة» حكراً على الرجال في السعودية، إذ إن هناك إشارات تلوح إلى اقتراب اقتحام السعوديات هذا المجال في الفترة الماضية، لكن بشكل بسيط، ومع حلول هذا العام زاد عدد النساء اللاتي يرغبن في معرفة عالم الصقور وكيفية تربيتها والصيد بها، منهن سيدات أعمال وطالبات وموظفات، وأكثرهن من مدينتي الرياضوجدة، بحسب أقوال بعض المدربين. يقول مدرب الصقور «الصقار» نايف جزاع الشمري: «بدأ الأمر بمطالبات من سعوديات يحضرن إلى مقر تدريب الصقور مع أولياء أمورهن وإخوانهم يرغبن في تملك أي نوع من الصقور ووضعه على أيديهن وتعلم حمله والتنقل به وإطلاقه». واستغرب الشمري من أن هناك نساءً من مختلف الأعمار يسألن عن أنواع الصقور وأحجامها وسرعتها، ومن اهتمامهن الكبير بالصقور، إلى درجة تعلق بعضهن بها، خصوصاً بعد معرفة أن أسرعها وأفضلها وأكبرها حجماً هي الإناث، ويؤكد الشمري أن عدداً من الفتيات «استبدلن بتربية العصافير والببغاوات تربية الصقور لما تضيفه على مربيها من ثقة بالنفس وشجاعة، وكذلك تعتبر تجديداً وترويحاً عن أنفسهن». ويلفت مدرب «الصقور» إلى سعوديات كثر يعرفن أسماء وأنواع الصقور أكثر من الرجال، ويقول: «هذا الأمر أبهرني كثيراً فهن يعرفن «الحر الطير الصافي» و«الشاهين» و«الجير» وهو المهجن الألماني ويتميز بسرعته الفائقة، وكذلك يعرفن ألوان الصقور وهي «المغتر والاشعل والأشقر والأحمر»، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تعرف بعض النساء طول الصقور وهو 16 و18 سنتمتراً ونصف السنتمتر، وكذلك الطيور المنغولية التي يصل طولها إلى 21 سنتمتراً». ويحكي الشمري بقوله: «بعض المتدربات اعتقدن في البداية أن الأمر سهل، فيما اكتشفن لاحقاً أنه يحتاج إلى تركيز وشجاعة وصبر، لأن تربية الصقور تختلف عن بقية الطيور الأخرى»، ويشير إلى أن «كثيراً من سيدات الأعمال يحرصن على أخذ صور تذكارية لهن مع الصقور، ويخرجن بها إلى الصحراء في محاولة لعيش لحظات المقناص تقليداً للرجال»، وبحسب الشمري فالدافع هو «أن بعضهن أكدت أنها تشعر بالشجاعة خلال حملها الصقر وفك برقعه بكل عناية، والمسح عليه من دون تخوف منه». ذلك ما تؤكده المصورة سوزان اسكندر، بقولها: «عندما حملت الصقر على يدي أول مرة شعرت بالقوة والاعتزاز بنفسي، وشعرت كذلك بثقة كبيرة، وأنا أعتقد أن الصقور طيور عجيبة تضيف لمن يعرفها ويربيها الكثير من الصفات الجيدة»، وتضيف اسكندر: «المرأة الجريئة والشجاعة هي من تحمل الصقور ولا تخاف منها، فهي مجرد طيور تحتاج إلى طريقة معينة في التعامل»، وتشير إلى أنها تحرص على تصوير الصقور وحملها دائماً على الدس - وهو الذي يوضع على اليد ويوضع فوقه الصقر - وكذلك لفتت إلى أن طريقة نزع البرقع من الصقر، وكذلك تلبيسه، يعتبر أمراً رائعاً، وأنصح السعوديات كافة بتجربة هذه الهواية. أما منيرة محمد فكانت في الماضي تخاف من الصقور، لكنها عندما شاهدت طريقة تربية إخوانها للصقور، وطريقة تغذيتها وإعطائها الماء، وكذلك حملها، بدأت تدريجاً في تعلم حمل الصقر بالبرقع، ومن ثم نزعه ووضعه على الوكر الذي يجلس عليه الصقر، والمسح على ريشه، وهذه بحسب منيرة: «تعتبر مرحلة أولية تضيف الكثير لمن يعشق الحرية والشجاعة»، وترى منيرة «أن الصقور تضيف لمن يربيها الثقة بالنفس وبُعد النظر، وهذا ما يقوله كبار السن الأوائل من أبناء البادية». وتضيف أنها تتوقع أن «يزيد الإقبال من النساء أكثر خلال الفترة المقبلة على «الصقارة»، خصوصاً انه أمر ليس محرماً شرعاً وليس حكراً على الرجال فقط».