يحرز الجيش السوري تقدماً في الهجوم الذي يشنه جنوباً بمساندة مجموعات مسلحة حليفة بينها "حزب الله" اللبناني، بعدما سيطر على بلدة استراتيجية وتلال محيطة بها، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومصادر سورية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن اليوم (الأربعاء) "تتقدم قوات النظام السوري والجماعات المسلحة الحليفة لها وعلى رأسها حزب الله في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق، إثر سيطرتها على بلدة دير العدس الاستراتيجية والتلال المحيطة بها". وأضاف أن السيطرة على دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمال الغربي أمس "فتحت الطريق أمام القوات النظامية لتتقدم باتجاه عمق هذه المنطقة". وكانت القوات السورية مدعومة خصوصاً بعناصر من "حزب الله" أحكمت أمس سيطرتها على هذه البلدة التي كانت تخضع لسيطرة "جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم "القاعدة" وفصائل إسلامية مقاتلة أخرى منذ أكثر من عام، وفق ما أفاد مصدر ميداني سوري. وجاءت السيطرة على البلدة في إطار هجوم بدأه الأحد الجيش السوري والمجموعات المسلحة الحليفة له بهدف "إبعاد خطر المسلحين عن دمشق بعد أن سيطروا على مناطق عدة تخولهم أن يكونوا قريبين" منها، وفقاً للمصدر الميداني. ونجحت "جبهة النصرة" وجماعات موالية لها في السيطرة خلال الأسابيع الماضية على مناطق واسعة جنوب سورية، تقع أهمها في ريفي درعا والقنيطرة المحافظتين القريبتين من دمشق والأردن وهضبة الجولان. ويفيد "المرصد السوري" بأن "حزب الله" هو الذي يقود الهجوم في "الجبهة الجنوبية"، مشيراً إلى مقتل 20 مسلحا أمس في مكمن نفذه "حزب الله" قرب دير العدس وفي الاشتباكات مع القوات السورية وحلفائها. وقال رامي عبدالرحمن "إنها معركة حزب الله". وبثت قناة "المنار" التابعة ل "حزب الله" اليوم صوراً مباشرة من دير العدس، أظهرت مراسلها وهو يتجول في البلدة، فيما كانت تسمع أصوات انفجارات بعيدة. كما أظهرت الصور ذخائر قال المراسل تم الاستيلاء عليها بعد دخول البلدة. وقالت القناة أن الهجوم يمثل "عملية استباقية هي الأكبر في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشقالجنوبي منذ دخول المسلحين إليها". وأعلنت "وكالة الأنباء السورية" الرسمية أن "المنطقة الممتدة بين أرياف دمشقوالقنيطرة ودرعا تشهد حالياً عملية واسعة تنفذها وحدات من الجيش والقوات المسلحة". وفي 18 كانون الثاني (يناير)، قتل ستة عناصر من "حزب الله" ومسؤول عسكري إيراني في غارة إسرائيلية استهدفتهم في منطقة القنيطرة. وذكر "حزب الله" حينذاك أن عناصره الذين قتلوا مع الجنرال الإيراني كانوا في مهمة "تفقد ميداني". لكن مصدراً أمنياً إسرائيلياً أعلن أن هؤلاء كانوا يعدون لشن هجمات على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. يذكر أن "حزب الله" يتهم إسرائيل بالتنسيق مع المجموعات المسلحة الناشطة في المناطق القريبة من الحدود السورية - الإسرائيلية وبدعمها.