بدأت محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) تنفيذ خطة لإعادة هيكلة قوات الأمن فيها، من أجل القضاء على عصابات الجريمة، في وقت استبعد نازحون العودة الى مناطقهم بسبب هشاشة الوضع. وقال رئيس مجلس المحافظة مثنى التميمي، إن «هناك خططاً أمنية محكمة لتعزيز الأمن الداخلي وحماية المواطن، بعد سلسلة اعتداءات نفذتها عصابات الجريمة، والحكومة المحلية مصممة على القضاء على تلك العصابات التي تنتحل عناوين وأسماء تحاول من خلالها تشويه حقيقة الوضع وحرف الانتصارات المنجزة بطرد داعش وإنهاء وجودها في ديالى بشكل تام» . إلى ذلك، أعلنت قوات الأمن في ديالى البدء بتنفيذ إجراءات وتشكيل قوات خاصة مهمتها الإمساك بالأرض في المناطق المحررة، إلا أن نازحين أكدوا ل «الحياة» استحالة عودتهم الى مناطقهم. وقال أحمد عرفان العبيدي، وهو رب أسرة نزحت من إحدى قرى المنصورية الى منطقة الحسينية، إن «العودة حكم بالموت، لا يمكنني التضحية بأولادي وبناتي (...) أخشى عودة داعش وأتوقع حملة إعدامات قد نكون ضحيتها كما راح 70 شخصا في مذبحة بروانة». ويضيف شقيقه صفاء أن «المعاناة التي يعيشها وعمله سائق أجرة أهون من مستقبل مجهول بل مخيف لا يمكنني حتى التفكير فيه». ويزيد أن «الأوضاع الأمنية مخيفة، لا ندري متى يعود داعش، القوات الأمنية لا تستطيع الإمساك بالأرض، وكل يوم نسمع بهجوم جديد لمسلحي البغدادي على مناطق تم تحريرها أكثر من مرة». وتقدر جهات حكومية ومنظمات غير رسمية عدد النازحين بسبب عقبت سيطرة «داعش» على نواحي السعدية والمنصورية وجلولاء ب200 ألف شخص. وأفادت الهيئة الوطنية لإغاثة النازحين، بأن أعداد الفارين من العنف في محافظة ديالى بلغ نحو 50 ألف عائلة، وشددت على ضرورة إيجاد حل حقيقي لاحتواء الأزمة، مشيرة الى وجود أكثر من 4 بلايين دينار مخصصة للنازحين لكن المبلغ عرض للسرقة. ويحمل ضباط سابقون في الجيش الحكومة الاتحادية مسؤولية مخاوف النازحين من العودة الى مناطقهم بسبب اضطراب الأمن. ويعزون أسباب ذلك الى انعدام مهنية قادة الجيش وتعدد التشكيلات المسلحة في الحرب على «داعش». وقال ضابط برتبة عقيد طلب عدم نشر اسمه ل «الحياة»، إن «فرض الأمن في المناطق المحررة أصعب عملياً من قتال المسلحين، وعلى الحكومة الاستعانة بضباط ذوي خبرة أو استقدام ضباط من التحالف الدولي لوضع خطط تؤمن تلك المناطق، إضافة الى الاستعانة بالتكنولوجيا العسكرية للحيلولة دون عودة المسلحين مرة أخرى». وأضاف: «كل ذلك مرهون بإيجاد حل للتشكيلات المسلحة التي انبرى آلاف المقاتلين الى التطوع فيها، وأصبحت محل شك واتهام في ما يتعلق بالجرائم وعمليات الإعدام التي أثارت موجة من السخط والتنديد المحلي والدولي والإنساني». ومنذ حزيران (يونيو) الماضي فر آلاف المدنيين من محافظات نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار الى شمال البلاد ووسطها وجنوبها، بعد هروب قوات الجيش والشرطة منها، وسيطرة تنظيم «داعش» عليها.