ودعت وزارة الصحة السورية استيراد الخبرات الأجنبية التي كانت تعتمد عليها في قضايا الصحة العامة بعد أن بدأ مركز «الدراسات الاستراتيجية الصحية» في دمشق تخريج طلابه في العديد من الاختصاصات الضرورية لتطوير النظام الصحي في البلاد. واحتفل المركز الذي أنشئ في العام 2006 بدعم من الاتحاد الأوروبي بتخريج 19 طالباً وطالبة حازوا شهادة الماجستير للمرة الأولى في اختصاصات علوم الصحة العامة وإدارة النظم الصحية والمشافي. واعتبر وزير الصحة السوري رضا سعيد أن هذه الاختصاصات التي حصل عليها الخريجون «أساسية لتطوير النظام الصحي في سورية»، وأكد أن مركز الدراسات الاستراتيجية «أنهى حال القلق التي كانت موجودة لدى وزارته والتي كانت متمثلة في نقص الكوادر البشرية التي تستطيع تطوير الأنظمة وتحديث الخدمات الصحية»، لافتاً إلى «أن المركز سيتطور إلى هيئة مستقلة تستطيع جذب العديد من الطلاب من داخل سورية وخارجها». ووصل عدد طلاب الماجستير في المركز إلى 106 طلاب حتى الآن يدرسون في أربعة اختصاصات يحتاج إليها القطاع الصحي في البلاد وهي صحة عامة وإدارة النظم الصحية والمشافي واقتصاديات الصحة. ويمول المركز الاتحاد الأوروبي كجزء من برنامج تطوير القطاع الصحي الذي تبلغ كلفة تمويله نحو 39 مليون يورو والذي يهدف إلى رفع مستوى المرافق الصحية الأولية والمشافي، وأيضاً خدمات الصحة العامة مثل الدعم النفسي والاجتماعي وإدارة الاستعداد للكوارث والتمويل وفعالية الإدارة واتخاذ القرار. كما تساهم أيضاً «منظمة الصحة العالمية» في تمويل المركز ومدرسة «ليفربول» للطب الاستوائي في بريطانيا في تقديم الخدمات الاستشارية وبناء القدرات والتطوير المؤسساتي والمشاركة في الأبحاث. ويقبل المركز طلابه من العاملين في القطاع الصحي العام والخاص وبصورة رئيسية من العاملين في وزارة الصحة السورية. ويعمل الخريجون بعد دراستهم لمصلحة الوزارة في قطاعاتها المختلفة، كما يجري المركز العديد من الدورات التخصصية القصيرة الأمد للعاملين في وزارة الصحة. وقالت مديرة المركز ريم الأخرس: «تم اختيار البرامج التخصصية في مجال الصحة العامة وإدارة النظم الصحية والمشافي لأهميتها في تطوير القطاع الصحي وتحديثه، إذ أنها تشكل الدعامة الأساسية لتحسين جودة الخدمات الصحية والارتقاء بالقطاع الصحي إلى المستويات العالمية». وأكدت أن المركز «يساهم في تطوير القطاع الصحي بما يجريه من بحوث علمية وتطبيقية بالتركيز على الأولويات التي حددتها وزارة الصحة ويسعى إلى تقديم الخدمات الاستشارية تلبية لحاجات مديريات وزارة الصحة ومشافيها المختلفة». في حين عبرت الخريجة الأولى الدكتورة سوزان رشيد عن أملها في بذل المزيد من الجهد» من اجل تطوير القطاع الصحي وضمان جودة الخدمات الطبية»، لافتة إلى «أن هذه الخدمات تساعد في تحسين نوعية الحياة». وأجرى الخريجون بمساعدة خبراء دوليين العديد من الأبحاث المعمقة في مجالات مثل التدخين والسكري وأمراض القلب الوعائية والسرطان والسل والصحة الإنجابية وتقويم التكنولوجيا الطبية وجودة الخدمات الصحية وإدارة الدواء والبيئة واتخاذ القرار. وقالت عميدة جامعة «ليفربول» البروفسورة جانيت همنغواي: «إن الشهادات التي نالها الخريجون تتطابق مع المعايير الدولية»، لافتة إلى أن المركز يعد احد المراكز المتميزة في المنطقة لبناء القدرات في المجال الصحي». وعبرت عن أملها في أن يجد الخريجون فرصة لتطبيق ما تعلموه. ويتوقع أن يكون الخريجون الجدد قادة النظام الصحي في البلاد بعد حصولهم على احدث المفاهيم والمعارف الدولية. ورأت ممثلة رئيس البعثة الأوروبية في سورية خوانا ميرا أن المركز لاعب أساسي في تطوير القطاع الصحي وان الخرجين سيساهمون في تطوير الحال الصحية العامة في سورية. * أوروبا جارتنا مشروع إعلامي مشترك متعدد الوسائط بين «الحياة» وتلفزيون «ال بي سي» وصحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية، يموله الاتحاد الاوروبي ويهدف إلى تسليط الضوء على مشاريع الاتحاد وبرامجه في منطقة حوض المتوسط عبر تقارير تلفزيونية ومقالات صحافية تنشرها «الحياة» اسبوعياً وتحمل علامة المشروع. المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد الاوروبي. للاطلاع زوروا موقع: www.eurojar.org