قالت وزارة الدفاع البريطانية انها تحقق في 33 اتهاماً جديداً للقوات البريطانية بارتكاب انتهاكات في العراق. ويطالب محامو عدد من المحتجزين العراقيين السابقين القيادة البريطانية بإجراء عملية تقصي حقائق علنية في كل الاتهامات الموجهة للقوات البريطانية بارتكاب انتهاكات خلال فترة وجودها في العراق. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وزير القوات المسلحة بيل رامل ان "الاتهامات أخذت على محمل الجد، لكن التحقيقات الرسمية يجب أن تجرى دون إصدار أحكام مسبقة". وأضاف "يتم أخذ مثل هذه الاتهامات على أكبر قدر من الجدية، لكنها يجب ألا تعامل كحقائق". وهناك بالفعل تحقيق عام يجري في وفاة بهاء موسى، المدني العراقي الذي توفي أثناء احتجازه لدى القوات البريطانية وتبين ان على جسده 93 جرحاً. وقال رامل "خدم 120 الف جندي بريطاني في العراق، وأدى غالبيتهم واجبهم على أعلى مستوى من المهنية وتحلوا بالكرامة وإنكار الذات". وأضاف "ومع ان هناك حالات تصرف فيها أفراد بشكل سيئ، فلم يكن هناك سوى نفر قليل لم يتصرف بما يتفق مع المعايير البريطانية". وكشف تقرير لصحيفة "الاندبندنت" اليوم السبت ان مجموعة من المحامين وجهت رسالة إلى وزارة الدفاع البريطانية تتضمن 33 قضية انتهاك جديدة بحق القوات البريطانية في العراق. ويقول المحامون انه منذ انسحاب القوات البريطانية من البصرة في الصيف استمعوا إلى مجموعة من الاتهامات بانتهاكات تعود الى عام 2003. وتتضمن الاتهامات استخدام تقنيات تعذيب قاسية مثل التي استخدمها الجيش الأميركي مع معتقلين عراقيين بينها تعريضهم لهجوم الكلاب البوليسية وتعريتهم والسخرية منهم والتحرش بهم جنسياً. وأكثر القضايا إثارة للقلق هي قضية نصير غلامي الذي تعود قصته إلى نيسان'أبريل 2007 عندما ساقه جنود بريطانيون مع رفاقه إلى قاعدتهم حيث أجبروهم على التقاتل وأخذوا يضحكون عليهم ويصورونهم. وبعد ذلك أجبروهم على أن يتكوموا فوق بعضهم البعض وجلسوا فوقهم وهزئوا منهم. وقال غلامي ان الجنود أجبروا شاباً عراقياً على خلع ثيابه وتحرشوا به والتقطوا له صوراً. وأضاف انه تعرض للضرب المبرّح على يد الجنود حين رفض الامتثال لطلبهم بالمشاركة في القتال. وهناك قضية حسن هاشم خنياب (35 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال اعتقل عام 2006 وادعى انه تعرض للتعذيب في معسكر بريطاني في الشعيبة ومن ثم للتحرش الجنسي على يد جندية بريطانية. وقال ان الجنود كانوا يمارسون الجنس أمام السجناء. ووجه شاب عراقي يبلغ من العمر 16 عاماً اتهامات إلى جنود بريطانيين في معسكر شط العرب باغتصابه في مايو'أيار 2003 وقال المحامي فيل شاينر الذي يمثل جميع العراقيين ان هناك تشابهاً كبيراً بين الانتهاكات التي ارتكبها الجنود البريطانيون في العراق وتلك التي ارتكبها الجنود الأميركيون، مثيراً احتمال أن يكون المسؤولون البرطانيون قد وافقوا على هذه الممارسات كما حصل مع الأميركيين.