بلد الوليد (فالادوليد) مدينة أثرية ساحرة بشوارعها وبناياتها، احتفلت قبل أيام باختتام الدورة الرابعة والخمسين من المهرجان السينمائي. خاض المسابقة الرسمية 19 فيلماً من قارات العالم المختلفة منها المغربي «كازانغرا» وفيلم «أمريكا» (إنتاج مشترك بين أميركا وكندا والكويت). ويحكي الفيلم المغربي عن البطالة وآمال الشباب في الهجرة إلى أوروبا. كازانغرا معناها الدار السوداء وكان أحد أبطال الفيلم يطلق هذا الاسم على الدارالبيضاء لأنه ناقم وساخط على بلده. أما فيلم «أمريكا» فيحكي عن امرأة فلسطينية ذهبت بالفعل إلى أميركا، لكنها تواجه بالتمييز العنصري والثقافة المختلفة. وفاز هذا الفيلم بجائزة تحمل عنوان التعددية الثقافية من لجنة تحكيم الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي التنموي. تنوعت مواضيع المسابقة الرسمية ما بين ذكريات الحروب والإتجار بالبشر ومثلث الحب الشهير وإدمان الشباب المخدرات والخيانة. وإلى جانب المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة كانت هناك مسابقات للأفلام القصيرة والتسجيلية. ترأس لجنة التحكيم الرسمية الدولية المخرج الإيطالي الكبير ايتوري سكولا وضمت في عضويتها المخرج المكسيكي الكبير أيضاً ارتورو ريبشتاين. ومنحت اللجنة جائزتها الخاصة للفيلم الفرنسي «سلاح الجريمة» الذي تعود أحداثه إلى باريس في العام 1941 عندما كان يناضل الثوريون من الشباب الفرنسي ضد النازي الألماني من أجل حريتهم. أما الجائزة الذهبية فكانت من نصيب الفيلم الصربي الألباني المشترك «شهور العسل» الذي يحكي عن أحلام الشباب في صربيا وألبانيا في السفر إلى أوروبا من أجل حياة أفضل، لكن أحلامهم تسقط على الحدود المحلية. أما لجنة تحكيم النقاد الدولية فمنحت جائزتها بالإجماع للفيلم ذاته «شهور العسل». وفازت السينما الإسبانية والألمانية بأكثر من جائزة من لجان تحكيم أخرى. ويبقى أن نقول إن المهرجان كان منظماً ومنتظماً للغاية فلم تكن هناك غلطة واحدة سواء في برامج العروض أو في حفلي الافتتاح والختام.