توّج الطبيب التونسي بشير الجراية أربعة أعوام من البحوث في مستشفى «هنري موندور» في باريس، باكتشاف طبي مهم تمثل في إيجاد طريقة علاج متقدّمة لمرض «الشلل الرعّاش» («باركنسون» Parkinson). ويرأس الجراية مع البروفسور الفرنسي ستيفان بالفي، فريقاً من الأطباء المتخصّصين في جراحة الأعصاب. وأجرى أعضاء الفريق تجارب على مجموعة من القردة المُصابة بمرض «باركنسون». واستطاعت القردة استعادة قدراتها الطبيعية على الحركة بعد تناول العلاج الجديد المتمثل في زرع جينات في قسم عميق من الدماغ المُصاب، كي تسعيد الأعصاب إفراز مادة ال «دوبامين» Dopamine على نحو دائم، ما يساعد الجهاز العصبي على استعادة وظائفه في شكل طبيعي. وفي تصريح الى «الحياة»، قال الجراية: «إن أهمية العلاج الجديد تكمن في كونه مقاربة بيولوجية لا ترتب أعراضاً سلبية، على خلاف الطرق المعتمدة حالياً والتي تستخدم أساساً الوسائل الكيماوية والفزيائية لتنشيط الجهاز العصبي المصاب بالإنكماش في مستوى الخلايا الدماغية. وأشارت مجلة «ساينس ترانسناشيونال مايديسين» الأميركية إلى أن هذه التقنية العلاجية المُكتشفة، جُرّبَت على ستة مصابين ب «الشلل الرعّاش» في مستشفى «هنري موندور». وأثبتت نجاعتها مع البشر، ما حفز على اعتمادها خلال السنوات المقبلة في علاج هذا المرض الذي يُعاني منه عدد كبير من المرضى في مناطق مختلفة. ويُعتبر الجراية (36 عاماً) إحدى الكفاءات التونسية العاملة في الخارج. وقد توصل إلى اكتشافات طبية لافتة بعد هجرته من بلده إلى فرنسا.