تسارعت وتيرة الجهود الديبلوماسية لإنقاذ اتفاق «مينسك 2» للتهدئة في شرق أوكرانيا، غداة انسحاب الجيش الأوكراني من بلدة ديبالتسيفي. وأعلنت برلين اثر محادثات هاتفية إجراها زعماء روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على استخدام نفوذه لدى الانفصاليين لإجراء عملية تبادل أسرى مع كييف، التي اعترفت بأسر أكثر من 90 جندياً في ديبالتسيفي وفقدان 82 آخرين، في مقابل إعلان الجيش الأوكراني أسر عشرات الجنود (للمزيد). وتحدثت الرئاسة الفرنسية عن اتفاق القادة الأربعة على إطلاق «مسعى جديد لتطبيق اتفاق مينسك 2 بحذافيره وفي شكل صارم»، فيما أفاد الكرملين بأن «القادة الأربعة لاحظوا أن اتفاق مينسك 2 خفف حدة القتال، واتفقوا على ضرورة استمرار وقف النار»، على رغم إعلان الجيش الأوكراني قصف الانفصاليين بالصواريخ والمدفعية والدبابات 46 موقعاً لجنوده «ما خلّف 14 قتيلاً خلال الساعات ال24 الأخيرة». وأشار الكرملين إلى أن القادة اتفقوا على دعم مهمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في شرق أوكرانيا، وعقد لقاء قريب لوزراء خارجية دولهم، من أجل تعزيز مسار تطبيق اتفاق «مينسك 2». وأوضح بيان صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن «القادة الأربعة اتفقوا على تطبيق الاتفاق الذي توصلوا إليه الأسبوع الماضي، في شأن وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا على رغم الانتهاكات الخطرة له». في المقابل، برز عنصر خلافي جديد إثر رفض الانفصاليين طلب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو نشر قوات «أوروبية» لحفظ سلام تابعة بتفويض من الأممالمتحدة لمراقبة وقف النار في الشرق. واعتبر الانفصاليون أن الاقتراح «ينتهك اتفاق السلام المبرم»، فيما حذرت وزارة الخارجية الروسية من «مساعٍ أوكرانية لتغيير مسار الاتفاق». ووصف الناطق باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش مبادرة كييف بأنها «غير واضحة»، مؤكداً أن «لا وسيلة لتسوية الأزمة خارج إطار اتفاقات مينسك وقرار مجلس الأمن الذي منحه قوة إضافية». وأكد لوكاشيفيتش استعداد موسكو لدعم عمل بعثة المراقبة الأوروبية «مادياً وفنياً». في غضون ذلك، طغت السجالات الروسية- البريطانية، على جهود التهدئة، بعدما حذر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون من خطر الرئيس بوتين «الحقيقي على دول البلطيق»، ودعا الحلف الأطلسي (ناتو) إلى الاستعداد لردع أي عدوان روسي محتمل. ووصفت الخارجية الروسية تصريحات فالون بأنها «خارج حدود اللياقة الديبلوماسية، وتذكر بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن روسيا مصدر تهديد لبلاده». وتابعت: «قيادة الحلف الأطلسي (ناتو) وليس روسيا هي التي تهدد أوروبا، وتدفعنا إلى تبني سياسات لحماية أمننا واستقرار بلدنا». وترافق التراشق الكلامي مع إعلان تحليق قاذفتين روسيتين من طراز «توبولوف 95» قرب شواطئ جنوببريطانيا.