دعا مجلس الامن الدولي في بيان صدر بإجماع اعضائه الثلاثاء اطراف النزاع في اوكرانيا الى "وقف الاعمال القتالية فورا"، كذلك، طالب الاعضاء ال15 في المجلس وبينهم روسيا باحترام الاتفاقات التي وقعت في مينسك وخصوصا عبر تسهيل وصول مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا. واعرب الاعضاء عن قلقهم البالغ حيال تواصل المعارك في منطقة ديبالتسيفي ودعوا اطراف النزاع الى التعامل مع الافراد الذين يعتقلونهم بانسانية. كذلك، تبنى المجلس بوتين : لا حل عسكرياً للنزاع واتفاقات مينسك فرصة للحل السلمي في شكل منفصل الثلاثاء وفي جلسة علنية وبالاجماع ايضا قرارا يدعو الى تطبيق تام لاتفاقات مينسك وخصوصا وقف اطلاق النار. وتتبادل كييف والانفصاليون الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار منذ دخوله حيز التطبيق الاحد. والقرار الذي قدمته روسيا "يدعو جميع الاطراف الى تطبيق تام للاجراءات -التي نص عليها اتفاق مينسك الخميس- وبينها وقف شامل لاطلاق النار". ويؤكد هذا القرار المقتضب اتفاقات مينسك-2 ويرحب بالبيان الذي صدر في مينسك الخميس اثر 16 ساعة من المفاوضات بين قادة روسياواوكرانيا وفرنسا والمانيا. وفي قراره، اكد مجلس الامن احترامه التام لسيادة ووحدة اراضي اوكرانيا، وعبر عن قلقه البالغ لاعمال العنف في شرق البلاد مبديا ثقته الراسخة بان حل الوضع في شرق اوكرانيا ليس ممكنا الا عبر تسوية بسبل سلمية. الى ذلك انسحب الجيش الاوكراني الاربعاء من مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية بعد عشرة ايام من المعارك الطاحنة مع المتمردين الموالين لروسيا فيما اتهم الغرب موسكو والانفصاليين بانتهاك وقف اطلاق النار الذي اعلن برعاية دولية. من جانب اخر اصيب الكسندر زاخارتشنكو رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية المعلنة من جانب واحد بجروح خلال معارك ديبالتسيفي. وقال من المستشفى "لا زلت على قيد الحياة، لم يقتل احد من صفوفنا". وطالبت السلطات الاوكرانية الثلاثاء الغرب برد "شديد" على موسكو بعد دخول الانفصاليين الموالين لروسيا مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية التي يحتلون قسما منها وتستمر فيها المعارك العنيفة. وخلال اتصال هاتفي بالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، ندد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو بما اعتبره "هجوما مشينا على اتفاقات مينسك" ووقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ نظريا منذ الاحد، مطالبا الغرب برد "شديد" لوقف المعتدي وفق بيان لمكتبه الاعلامي. من جهته دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء سلطات كييف الى عدم منع جنودها الذين يحاصرهم الانفصاليون الموالون لموسكو في ديبالتسيفي من تسليم اسلحتهم، وقال في مؤتمر صحافي في بودابست مع رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان "لا يمكن معالجة هذه المشكلة بوسيلة عسكرية، لا يمكن الا التوافق" عبر مفاوضات، معتبرا ان الاتفاقات التي وقعت في مينسك تمنح "فرصة" لحل سلمي. من جانبه، قال اوربان الذي يعتبر اقرب حليف لبوتين داخل الاتحاد الاوروبي "نحن مقتنعون بان اتفاق مينسك هو الاساس لتسوية النزاع".