تحدث الجيش الاوكراني، الاربعاء، عن تقدم رتل من المدرعات الروسية في جنوب شرق اوكرانيا، حيث فتحت جبهة جديدة، الإثنين. وقال المكتب الاعلامي للعملية في شرق البلاد في بيان: "لدينا معلومات عن تقدم لرتل يتألف من مائة آلية بينها دبابات ومدرعات وقاذفات صواريخ غراد متعددة الفوهات على الطريق بين ستاروبيشيفي تيلمانوفي". وأضاف، أن هذا الرتل متوجه الى بلدة تيلمانوفي التي تبعد نحو عشرين كيلومترا عن الحدود الروسية، وحوالى ثمانين كيلومترا جنوب دونيتسك معقل المتمردين الموالين روسيا. وتقع تيلمانوفي على بعد حوالى اربعين كيلومترا شمال نوفوازوفسك، حيث اكدت السلطات الاوكرانية انها اوقفت الاثنين، رتلا من المدرعات والدبابات الروسية. وجرى تبادل لإطلاق النار بالمدفعية بين القوات الاوكرانية والانفصاليين ومعارك على الأرض، مساء الثلاثاء. وأعلن المتمردون الموالون لروسيا، الاثنين، إطلاق هجوم مضاد جنوب معقلهم دونيتسك فيما يبدو محاولة لوضع الجيش الاوكراني بين طرفي كماشة. وقال الجيش الأوكراني: إن رتلا آخر يتألف من ست قاذفات صواريخ غراد وشاحنات تقل مقاتلين توغل من روسيا عبر بلدة ديبروفكا الواقعة على بعد 110 كلم شرق دونيتسك. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، الأربعاء: إن بلاده في حاجة إلى "مساعدة عملية" من حلف شمال الأطلسي وتتوقع من الحلف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أن يتخذ قرارات مهمة في هذا الإطار خلال قمته في ويلز، الأسبوع المقبل. وأبلغ ياتسينيوك اجتماعاً حكومياً أن "حلف شمال الأطلسي شريكنا ونتوقع مساعدة عملية من شركائنا الغربيين ومن الحلف." مفاوضات سياسياً، تعهد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بعد مفاوضات استمرت حتى وقت متأخر من الليل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق عاجل لوقف اطلاق النار لنزع فتيل الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا. ووصف بوتين أول محادثات جرت بين الرئيسين منذ يونيو حزيران بالإيجابية، إلا أنه قال: إنه ليس من شأن روسيا الدخول في تفاصيل شروط التهدئة بين حكومة كييف ومنطقتين يسيطر عليهما الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا. وقال للصحفيين في وقت مبكر من صباح الأربعاء: "لم نناقش بشكل جوهري هذا الأمر ونحن.. روسيا لا يمكننا مناقشة شروط وقف اطلاق النار وشروط اتفاقات بين كييف ودونيتسك ولوجانسك. هذا لا يعنينا فهو أمر يرجع لأوكرانيا ذاتها. "يمكننا أن نساهم فقط في تهيئة أجواء ثقة من أجل عملية تفاوضية ممكنة وفي رأيي ضرورية للغاية." وقال بوروشينكو بعد ساعتين من المحادثات المباشرة التي وصفها "بالصعبة والمعقدة" للصحفيين: "سيجري اعداد خارطة طريق للتوصل بأسرع وقت ممكن لوقف لاطلاق النار الذي يجب أن يكون ثنائيا." ورغم النبرة الإيجابية إلا أنه لم يتضح كيف سيرد الانفصاليون على فكرة وقف اطلاق النار؟ ومتى يمكن الاتفاق عليها؟ وإلى متى يمكن أن تصمد؟. ومع إصرار بوتين على أن التفاصيل شأن داخلي لكييف لم ترد إشارات إلى احراز تقدم فيما يتعلق بنقطة خلاف مهمة وهي اتهام أوكرانيالروسيا بإرسال أسلحة ومقاتلين لمساعدة الانفصاليين، الأمر الذي تنفيه موسكو. وتصافح بوروشينكو وبوتين ببداية اجتماعهما في مينسك عاصمة روسيا البيضاء بعد ساعات من تصريح كييف بأنها ألقت القبض على جنود روس "في مهمة خاصة" بالأراضي الأوكرانية. ورداً على تسجيل فيديو للجنود الذين ألقت أوكرانيا القبض عليهم، قال مصدر بوزارة الدفاع الروسية لوكالات أنباء روسية: إنهم عبروا الحدود بطريق الخطأ إلا أن المتحدث العسكري الأوكراني نفى ذلك وسخر من هذا التصريح. وقبل بدء محادثات مينسك بين الرئيسين جرت مفاوضات أوسع مع مسؤولين كبار من الاتحاد الأوروبي ورئيسي روسيا البيضاء وقازاخستان بهدف انهاء خمسة شهور من الصراع الذي أجج التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي ودفع الجانبين إلى تصعيد المناورات العسكرية. وقال رئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو للصحفيين بعد المحادثات متعددة الأطراف: "كلنا نريد إحراز تقدم." وتابع: "فكرة عقد اجتماع اليوم فكرة ناجحة بالفعل دون شك... المحادثات صعبة وكل جانب موقفه مختلف عن الآخر... الجميع اتفق على الحاجة إلى وقف التصعيد وتحرير الأسرى." وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي للصحفيين عن المحادثات: إنها "ودية وإيجابية. كان هناك شعور بالمسؤولية من الجميع لبذل قصارى جهدهم في محاولة لحل هذا الأمر." وفي تصريح بثه التلفزيون ببداية المحادثات، حث بوتين بوروشينكو على عدم تصعيد هجومه ضد الانفصاليين الموالين لروسيا وهدد بفرض عقوبات اقتصادية على كييف لتوقيعها اتفاقاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي، قال: إنه سيحرم السلع الروسية من دخول السوق الأوكرانية. وقال: إن الاقتصاد الروسي قد يخسر نحو 2.8 مليار دولار إذا تدفقت السلع الأوروبية عبر أوكرانيا بعد أن وقعت كييف اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي في يونيو. وأضاف أن موسكو قد ترد بإجراءات تجارية إذا حدث ذلك. ولكنه تحدث بنبرة إيجابية بعد الاجتماعين، وقال: إنه وبوروشينكو، اتفقا على إجراء محادثات بخصوص إمدادات الغاز الروسية إلى أوكرانيا. وفي تصريحاته الافتتاحية، طالب بوروشينكو بوقف شحنات الأسلحة من روسيا إلى المقاتلين الانفصاليين، ودافع عن خطة السلام التي أعلنها في يونيو عندما سخر الانفصاليون في منطقة دونباس بجنوب شرق البلاد من دعوته لهم لإلقاء السلاح والرحيل عبر ممر آمن.