تكثفت الضغوط الدولية على موسكو أمس، بعد تأكيد الحلف الأطلسي (ناتو) دخول قوات روسية إلى مناطق الانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا. وشددت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور في كلمة خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن حول أوكرانيا، على أن هذا المسار ضروري لدفع موسكو إلى التقيد بالهدنة التي وقعتها سلطات كييف مع الانفصاليين في مينسك في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي، وإنهاء التصعيد. ويبقى اتفاق مينسك حبراً على ورق مع استمرار القصف وسقوط عشرات الضحايا، آخرهم 4 جنود قتلى و18 جريحاً خلال 24 ساعة. وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أن واشنطن «تواصل العمل مع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات مشتركة أكبر على موسكو بسبب سلوكها غير المقبول». لكن ديبلوماسيين أوروبيين استبعدوا هذا الأمر خلال اجتماع متوقع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسيل الاثنين المقبل. ولا يتوقع عقد لقاء جديد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة بريزبين الأسترالية السبت والأحد. ورد بن رودس، مستشار أوباما، على سؤال حول طبيعة المحادثات بين الرئيسين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في بكين الثلثاء، بأن «أوباما شدد في حديث قصير ومباشر على أهمية احترام اتفاقات مينسك». وشهدت جلسة مجلس الأمن رد الكسندر بانكين، نائب السفير الروسي لدى الأممالمتحدة، بأن «تقويم حلف الأطلسي بيان أجوف لا يعكس الوضع على الأرض، ويتضمن أكاذيب دعائية معتادة». وخاطب بانكين السفير الأوكراني لدى الأممالمتحدة يوري سيرغييف الذي تحدث عن نشر روسيا حوالى 39 ألف عسكري و200 دبابة و640 نظام مدفعية، وأكثر من 200 طائرة قتالية على الحدود: «المعدات والقوات الروسية موجودة في مناطقنا الحدودية ولا تهدد بلدكم ولا تتحرك تجاهها» ولاحقاً، أكد الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن بلاده تفعل كل ما في وسعها لمنع اندلاع معارك بين الجيش الأوكراني وانفصاليي الشرق، متهماً كييف بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق مينسك لوقف النار. وشهدت المعارك تصعيداً منذ الانتخابات التي نظمها انفصاليو مناطق الشرق في الثاني من الشهر الجاري، ورفضتها كييف والغرب في مقابل ترحيب موسكو بها، ما دفع الأممالمتحدة إلى إبداء «قلقها الشديد من أخطار العودة إلى حرب شاملة». وكان مبعوث أوكرانيا لدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ايهور بروكوبتشوك أبلغ صحيفة «دي بريس» النمسوية أن «وقف النار في شرق أوكرانيا انهار تقريباً بعد انتهاكه أكثر من 2400 مرة منذ بدء سريانه، وسقوط أكثر من مئة جندي أوكراني وعشرات المدنيين». وأكد بروكوبتشوك أن القوات الأوكرانية لم تنتهك وقف النار، لكنه ترد حين تتعرض لهجوم ترد»، علماً أن الناطق باسم الجيش اندريه لوسينكو أكد عدم نية القوات الحكومية التخلي عن وقف النار، لكنه حذر من حشد الانفصاليين قواتهم لشن هجوم جديد.