في أول اجتماع للحكومة السعودية منذ بدء أحداث التسلل التي قام بها مسلحون لمواقع سعودية قرب الحدود مع اليمن، أكد مجلس الوزراء السعودي في جلسة عقدها أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن المملكة لن تتهاون إزاء أي انتهاك سيادي لأراضيها. وأوضح مجلس الوزراء السعودي، أن التسلل غير المشروع، الذي حدث أخيراً على حدودها مع اليمن، يعطيها الحق الكامل في اتخاذ كل الإجراءات لإنهائه، مع اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطنيها وأراضيها وتأمين حدودها وردع المعتدين، ووضع حد لكل من تسوِّل له نفسه القيام بأية عمليات تسلل أو تخريب. وكان مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، الذي التقى أمس سفير باكستان ورئيس بعثة التدريب العسكرية الأميركية لدى المملكة، أكد أن العمليات العسكرية ستتواصل حتى تطهير الأراضي السعودية من المعتدين على سيادتها، مشدداً على أنه «ليست في المملكة خطوط حمراء متعددة، بل خط أحمر واحد وهو السيادة». وزاد: «متى مُسّت بأي أذى أو بمجرد التلويح بالقوة بمسها فإننا نجد لزاماً علينا أن نقطع هذه اليد الآثمة». وفيما انضمت فرنسا وفلسطين والبحرين وتونس والمغرب إلى الدول، التي أعلنت تآزرها مع السعودية، وإدانتها «أي انتهاك لسيادة السعودية ووحدة وسلامة أراضيها»، استمرت العمليات العسكرية السعودية على المناطق الحدودية، في سياق مساعي القوات المسلحة السعودية لتمشيط النقاط التي قامت بتطهيرها من المتسللين المسلحين. وكشفت معلومات أن المتسللين يعمدون إلى الاستعانة بالأطفال، إذ يقومون بتسليحهم وإركابهم على حمير يفخخونها ويدفعونها في اتجاه الجنود والمدنيين السعوديين، في ظاهرة لم تشهدها حتى المنطقتان الأكثر اضطراباً في العالم، وهما أفغانستان والعراق. وعلمت «الحياة» أن الجيش السعودي يعكف حالياً على تمشيط المناطق التي طرد المتسللين منها. وقال أهاليها ل«الحياة» إن ساعات الصباح الأولى أمس (الاثنين) كانت أخف أيام القصف الجوي لمواقع المتسللين. وأفادت معلومات بأن الجيش السعودي دمّر مخزناً للسلاح على الشريط الحدودي يُعتقد بأنه للمتسللين «الحوثيين». وتحقق الجهات المختصة في معلومات عن أطفال يركبون حميراً قام الحوثيون بتفخيخها، في مخالفة سافرة للقانونين المحلي والدولي اللذين يمنعان الزج بالأطفال في المعارك. وذكرت مصادر أمنية سعودية ل«الحياة» أن نازحاً يمنياً أفشى بتلك المعلومات للسلطات السعودية. وكانت السعودية ضبطت خلال الأيام الستة الماضية، عدداً من الأطفال اليمنيين المسلحين الذين أرسلهم "الحوثيون" للتسلل إلى المملكة. وتحدثت مصادر متطابقة في المنطقة الحدودية عن تكثيف المتسللين سيناريو تنكر مقاتليهم بالأزياء النسائية، فيما أورد موقع «العربية»، أن فتى يركب حماراً ادعى للسلطات، أنه ذاهب للحاق بأهله النازحين، وما لبث أن أخرج سلاحاً، لكن الجنود السعوديين سارعوا لقتله في الحال. وذكر سكان على الشريط الحدودي أن ليل الأحد - الاثنين شهد نشاطاً مكثفاً للمدفعية والطيران السعوديين. وتردد وقوع محاولة تسلل عبر جبال العارضة، بيد أن محافظ العارضة محمد الغزي نفى ل«الحياة» حدوث أي تسلل، في الوقت الذي وسعت الجهات الأمنية السعودية دائرة إخلاء القرى والبلدات الحدودية، ونقلت الأهالي المتضررين إلى شقق مفروشة في المدن الآمنة. وتواصلت الحملات الأمنية بكثافة لضبط المتسللين والمهربين ومن لا يحملون وثائق ثبوتية. ونسبت وكالة «فرانس برس» إلى مصدر سعودي رسمي لم تسمه قوله، إن السعودية قبضت على مئات من المتمردين المسلحين، مضيفاً أن هناك «انتشاراً تكتيكياً» في المنطقة للتأكد من القضاء على خطر المسلحين. وأكد أن المتسللين تكبّدوا «خسائر بشرية كبيرة»، وتابع: «كثيرون استسلموا خلال الساعات ال48 الماضية. وهناك مئات من المقاتلين الذين سلموا أنفسهم للسلطات السعودية».