اختار شابان سعوديان نهاية «مؤلمة» لصداقة «وطيدة» بدأت منذ سنوات الطفولة الأولى، وامتدت حتى مرحلة الشباب، كان مشهدها الأخير مشاركتهما في تنفيذ عمليتين انتحاريتين منفصلتين في أيام متتالية. استهدفت قواعد عسكرية في العراق لمصلحة تنظيم «داعش» الإرهابي. فيما أعلن التنظيم مقتل أحد عناصره القطريين بعد إقدامه على تنفيذ عملية انتحارية في قاعدة عسكرية أخرى في العراق. فيما قُتل آخر بغارة جوية على الحدود التركية – السورية تحديداً في منطقة عين العرب. وسجلت الأيام الأخيرة تزايد العمليات التي ينفذها قطريون منتمون لتنظيم «داعش». وانضم عنصر التنظيم (سليمان. ن) المعروف ب «أبو الزبير الجزراوي». كما كان يُكنى ب»أبو داوود»، إلى قائمة الانتحاريين، بعد مقتل صديق طفولته فيصل الضالع في عملية أسماها التنظيم ب «الانغماسية». وأقدم الأول على تفجير نفسه داخل مركبة مفخخة استهدفت نهاية الأسبوع الماضي قاعدة عسكرية في منطقة البغدادي العراقية. وكان سليمان رافق صديقه (فيصل .ن) المعروف ب «أبو سفيان الجزراوي»، الذي قرر الاتجاه إلى مناطق الصراع في سورية والعراق، والانخراط في صفوف الجماعات والتنظيمات الإرهابية، بعد فصله من إحدى الجامعات السعودية التي كان يدرس فيها. وأوهم الصديقان أهلهما بالذهاب في «رحلة سياحية دعوية». فيما باع فيصل سيارته الخاصة ليؤمن كلفة سفره وصديقه والتحاقهما بتنظيم «داعش». وقاتل الصديقان سليمان وفيصل في الكتائب ذاتها، وتنقّلا بين سورية والعراق، رافضين الانفصال حتى في جبهات القتال. وتميّز فيصل بقدرته على استخدام مضاد الطيران بين عناصر كتيبته. وأوكلت له هذه المهمة. وشارك فيصل في عملية «انغماسية» تلت عملية تفجير انتحارية، قرب مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين العراقية، إلا أنه لم يعد، فرجح التنظيم مقتله. وبعد أيام من مقتله فجر صديقه سليمان نفسه داخل مركبة مفخخة في عمليتين متتاليتين، في الوقت ذاته سبقه فيها عنصر عراقي. واستهدفت العمليتان قاعدة عسكرية في منطقة البغدادي. وكانت صحف عراقية تناقلت خلال اليومين الماضيين خبر تنفيذ تنظيم «داعش» هجمات انتحارية عدة في المحيط الأمني لناحية البغدادي (غرب الأنبار في العراق)، التي كانت سقطت في التنظيم الصيف الماضي. وفي مدينة تكريت العراقية، أقدم قطري من عناصر تنظيم «داعش» على تفجير نفسه، قرب القاعدة العسكرية الجوية «سبايكر». إذ فجر «أبو عمر القطري» نهاية الأسبوع الماضي نفسه داخل شاحنة مفخخة بأكثر من سبعة أطنان من المواد شديدة الانفجار، ضمن ثلاث عمليات انتحارية متتالية للتنظيم استهدفت قاعدة «سبايكر» العسكرية شمال مدينة تكريت العراقية. وأوضحت مواقع عراقية أن تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الثلاثي، نفذ أحدهما قطري والآخر سوري والثالث عراقي، أسفر عنها مقتل اثنين وعدد من الجرحى. وبث التنظيم تسجيلاً مصوراً للعملية منذ انطلاق الانتحاريين حتى تفجير أنفسهم. فيما قتل قطري آخر من عناصر تنظيم «داعش» في سورية. وقضي عنصر التنظيم محمد المري المعروف ب»أبو خالد» قبل أيام بغارة جوية من غارات التحالف الدولي في منطقة عين العرب. ويُعدّ المري أحد «الأمراء العسكريين» في المنطقة. وشارك في المعارك ضد ما يسمى «الصحوات».