وصف الأمين العام لغرفة المدينةالمنورة المُقال الدكتور زياد أبو زنادة ما يحدث في الغرفة بأنه أمر مؤسف، مؤكداً أن اللجنة التي حققت معه كتبت تقريرها قبل بدء التحقيق، وأن هدفها كان معروفاً منذ البداية، وهو إقالة الأمين العام وحرمانه من كل حقوقه. وشدد أبو زنادة في مقابلة مع «الحياة» على أن التصويت على إقالته من الأمانة ليس قانونياً، وجاء بناءً على تقرير جائر يخالف اللوائح والأنظمة، وشارك في التصويت عليه أعضاء اللجنة الذين لعبوا دور الخصم والحكم في الوقت نفسه. وقال إن: «شخصنة الأمور في غرفة المدينة هي من الأسباب التي جعلتها تصل إلى هذا المستوى المؤسف»، مؤكداً أن مجلس الإدارة لم يصادق على توصية اللجنة بإنهاء خدماتي، والدليل على ذلك استقالة الرئيس ونائبيه وأعضاء آخرين. وبين أن عدد التهم الموجهة إليه ارتفعت من 48 تهمة إلى 50 تهمة، وان القضية معروضة الآن على الجهة الحكومية المختصة، وهي اللجنة الابتدائية في مكتب العمل في المدينةالمنورة، وهي التي ستقرر مدى صحة تلك التهم الموجهة من عدمها. وهنا نص الحوار: شهدت غرفة المدينة على مدى تاريخها وما زالت تشهد كثيراً من المشكلات، سواء على مستوى مجلس الإدارة أم الأمانة... إلى ماذا تعزو ذلك؟ وأين يوجد الخلل؟ - الغرف التجارية في السعودية قدمت خدمات جليلة للاقتصاد السعودي ومجتمع المال والأعمال في المملكة، ومجمل ما تعاني منه الغرف التجارية يتمثل في اختلاف وجهات النظر بين الأعضاء حول الطريقة الأفضل لخدمة المنتسبين الذين انتخبوا مجلس الإدارة، وفي حالات نادرة تصل الحال إلى ما وصلت إليه حال غرفة المدينة، إذ استحال التوفيق بين وجهات نظر أعضاء مجلس إدارتها، على رغم كل الجهود التي بذلتها وزارة التجارة ومجلس الغرف السعودية والمخلصون من أعضاء المجلس، وما يحدث الآن في غرفة المدينة أمر مؤسف حقاً، وكان يمكن تلافيه لو تم تغليب المصلحة العامة للغرفة والبعد عن شخصنة الأمور. مجلس إدارة الغرفة صادق على توصية لجنة التحقيق بإنهاء خدماتك في الغرفة، ما هي الأسباب من وجهة نظرك؟ وهل هذا القرار جاء بالإجماع أم أن هناك أموراً خافية؟ - مجلس الإدارة لم يصادق على توصية اللجنة بإنهاء خدماتي، والدليل على ذلك استقالة الرئيس ونائبيه وأعضاء آخرين نتيجة لذلك، وما تم لم يكن سوى اعتماد نتيجة التصويت على تقرير جائر مخالف للوائح والأنظمة، وشارك في التصويت عليه أعضاء اللجنة أنفسهم فلعبوا دور الخصم والحكم في الوقت نفسه، وقولك أن هناك أموراً خافية أو جدول أعمال خفي لأعضاء اللجنة لا يبعد عن الواقع أبداً، إذ بدأت تتكشف الأمور وتتضح الأهداف الشخصية وراء ما حدث. هل هي أسباب شخصية ام عملية التي تسببت في إبعادكم عن أمانة الغرفة؟ - الآن هناك قضية تنظر من الجهات المختصة، وكلي يقين بأن النتائج ستثبت عدم صدقية تقرير اللجنة وعدم نظاميته، وان الهدف من كل ذلك كان شخصياً بحتاً، ولا علاقة له بمخالفات أو تجاوز للأنظمة، إذ إني أحمل خبرات قيادية وإدارية تجاوزت 25 عاماً، تساعدني على عدم ارتكاب أخطاء لا يرتكبها المديرون المبتدئون. 48 تهمة وجهت لك، ما هي أهم تلك التهم؟ ولماذا لم تعط الفرصة للدفاع عن نفسك؟ - لقد وصل العدد إلى 50 تهمة كما أعلن أخيراً، وما زال البحث في دهاليز الأمانة مستمراً لما يمكن ان يعتبر تجاوزات مالية أو إدارية على أبوزنادة. أما عدم إعطائي الفرصة للدفاع عن نفسي فكان جزءاً من مخطط الإقالة، لأنهم يعرفون جيداً ضعف حججهم وعدم نظامية إجراءاتهم، وإلا لكانوا وافقوا على طلب رئيس مجلس الإدارة صالح السحيمي بإحالة التقرير إلى جهة محايدة ممثلة في الإدارة القانونية في مجلس الغرف السعودية، الأمر الذي رفضته اللجنة ليقينهم بعدم قدرتهم على تمرير تقريرهم أمام أية لجنة حقوقية محايدة. ولذلك أصروا على التصويت في تلك الجلسة، وهم لا يمانعون في أن يحال الأمر لمكتب العمل للبت فيه على أمل توريث القضية لمجلس الإدارة المقبل، إذ لم يتبق على دورة المجلس الحالي سوى أشهر معدودة. ذكرت أن اللجنة التي حققت معك كتبت تقريرها قبل بدء التحقيق... كيف تم ذلك؟ وهل جميع أعضاء مجلس الإدارة يوافقون على ذلك؟ - هدف اللجنة كان معروفاً منذ البداية، وهو إقالة الأمين العام وحرمانه من كل حقوقه وكل ما كان يجري ويحدث كان يؤكد هذه الحقيقة، ولقد شرفني أن جميع أعضاء مجلس الإدارة المخلصين للغرفة رفضوا تقرير اللجنة وتحفظوا عليه، بل وقدموا استقالاتهم تباعاً بعدما اتضحت الأهداف الحقيقية لرئيس اللجنة. من ضمن الاتهامات التي ذكرت أنك تعمل من خلال الغرفة لتحقيق مصالحك الشخصية... كيف ترد على ذلك؟ - ردي على جميع الاتهامات كان طلب إثبات ذلك الأمر الذي لم يفعلوه، إذ اكتفوا بالقول ثبت لدينا، ولم يقدموا أو يرفقوا بالتقرير ما يثبت أو يؤكد اتهاماتهم. هل جميع التهم الموجهة لك غير صحيحة؟ - الأمر معروض الآن على الجهة الحكومية المختصة، وهي التي ستقرر مدى صحة التهم من عدمها، ولقد قلت ما لدي وقالوا ما لديهم، ودعنا ننتظر، وفي نهاية الأمر لن يصح إلا الصحيح. مركز المعارض واتفاق الجزيرة من ضمن التهم الموجهة إليك نأمل اطلاعنا على حيثيات هذه التهم؟ - هذا كله جزء من سيناريو خططت له اللجنة وساعدهم في ذلك من وُعدوا بمكافآت وترقيات إن هم زودوا اللجنة بما يساعدهم على تحقيق أمنيتهم، ولقد أوضحت في ردي على التهمتين وبالإدلة بأن هذا الأمر يسجل لي لا علي، وهناك ما يكفي من وثائق لدى الإدارات المختصة بالأمانة العامة للغرفة تثبت أن اللجنة كانت تبحث عن أي شيء وكل شيء للتخلص من الأمين العام، الذي يرفض أن يُعامل هو ومنسوبو الأمانة العامة كما لو كانوا موظفين في مؤسسات ومحال، أعضاء مجلس الإدارة المشكلة منهم اللجنة غير المحايدة للتحقيق معي. تقدم بعض الأعضاء ورئيس مجلس الإدارة باستقالاتهم... ما هي أسباب ذلك ؟ وما دلالتها؟ - كانت إقالتي بمثابة التأكيد بأن الأمر قد وصل إلى مرحلة البدء في هدم تاريخ وإنجازات الدورة ال 11 للغرفة التي بذل أعضاء مجلس الإدارة المخلصين وقتهم وجهدهم ومالهم لتحقيقها، ولذلك توالت الاستقالات وأتوقع المزيد. إلى أين وصلت قضيتكم؟ وما هي أهم المستجدات حتى الآن؟ - القضية الآن رفعت إلى اللجنة الابتدائية بمكتب العمل في المدينةالمنورة، وأما المستجدات فالكل يعلمها وتنشر صحفنا المحلية كل يوم ما يؤكد أن اللجنة لم تحسب عواقب تصرفاتهم وقراراتهم، إذ كانوا يعتقدون أن الأمر سينتهي بمجرد التصويت غير النظامي الذي تم على تقريرهم. وكيف هي حال غرفة المدينة اليوم؟ - حال الغرفة اليوم لا تسر، وما ينشر في الصحف المحلية يسيء للغرفة ويحرم المدينةالمنورة من جذب المستثمرين الذين كنا نحرص على استضافتهم لعرض فرص الاستثمار المتاحة، ثم ان عملية تصفية الحسابات مع موظفي الأمانة المخلصين والذين رفضوا التعاون مع اللجنة أمر مؤسف حقاً، فلقد كان هؤلاء الرجال من الشركاء الأساسيين في الإنجازات التي تحققت وخدموا غرفتهم على مدى سنوات بكل إخلاص، ويؤلمني أن أرى الترقيات والمكافآت تتجاوزهم إلى آخرين لم يبذلوا ولم يخدموا الغرفة كما خدمها غيرهم. المعروف أن الغرف التجارية تعمل وفق آليات وأنظمة محددة من خلال مجلس الادارة والأمانة واللجان المتخصصة والهيكل التنظيمي الذي ينظم ذلك، هل الغرفة في المدينة تعمل وفق ذلك؟ - جميع الغرف تعمل وفقاً للوائح وأنظمة نظام العمل السعودي، والغرف التجارية لها لوائح داخلية لا تتعارض مع أنظمة وزارة العمل، ولكن بعضها يمنح مزايا أكثر للعامل. كيف تقومون الفترة التي عملتم خلالها أميناً لغرفة المدينةالمنورة؟ وما هي أهم الانجازات التي حققتموها في تلك الفترة؟ - فترة عملي بالغرفة ثرية، وتعلمت فيها الكثير، وتعرفت خلالها على مجتمع المال والأعمال في المدينةالمنورة، وتحقق الكثير من الإنجازات ومن أهمها استعادة ثقة رجال وسيدات الأعمال المفقودة في غرفتهم، والعودة إلى بيت التجارة في المدينة، وهو ما تُرجم على أرض الواقع في زيادة عدد المنتسبين والذي تجاوز تسعة آلاف منتسب، وهو ما ترتب عليه أن تجاوزت إيرادات الغرفة 15 مليون ريال، وهذه أرقام غير مسبوقة للغرفة. وتمت إعادة تأهيل مركز سيدات الأعمال الذي بدأ في تحمل مسؤولياته في خدمة سيدات وفتيات الأعمال في المنطقة، إضافة إلى توقيع اتفاقات تعاون مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة مثل جامعة طيبة، والهيئة العامة للاستثمار وأمانة المدينةالمنورة، إضافة إلى اتفاق التوأمة بين مجلسي جدةوالمدينةالمنورة للمسؤولية الاجتماعية، وغيرها الكثير. وأفخر بإنجاز ملتقى «رتب حياتك التدريبي» والذي تجاوز حضوره ثلاثة آلاف متدرب من المواطنين والمقيمين، وكذلك برنامج الحاسوب صديقي، والذي كان هدية من مجلس الإدارة للمنتسبين، إذ تم تدريب ألفي موظف وموظفة يعملون في القطاع الخاص على تقنيات الحاسب الآلي واستخداماته في إدارة الأعمال التجارية، إلى جانب إنجاز موقع الغرفة على شبكة الإنترنت.