نام أهالي حفر الباطن مساء أول من أمس على وقع زخات خفيفة من المطر، بيد أنهم استيقظوا على رائحة الغبار الذي أزكم الأنوف، محيلاً السرور بالمطر لشعور بالضيق، إثر الغبار الذي انتشر في المكان. واستمرت الموجة الغبارية منذ الثامنة صباحاً، وحتى منتصف نهار أمس. فيما شُلت الحركة في مركز المحافظة، وسط تحذيرات صحية ومرورية ب «عدم الخروج إلا عند الضرورة القصوى». فيما اكتظت المستشفيات بمرضى الجهاز التنفسي، وأخرج عدد من المدارس طلابها لمنازلهم بعد التنسيق مع أولياء أمورهم. وأوضح المتحدث باسم «صحة حفر الباطن» عبدالعزيز العنزي أن «عدد المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة بلغ نحو 480 مريضاً حتى منتصف الظهيرة (أمس)، وذلك نتيجة موجة غبار الخميس. وشمل الإحصاء إسعاف مستشفيات المحافظة والمراكز الصحية»، لافتاً إلى أن غالبية المراجعين من المرضى المصابين بالربو الشعبي والأمراض التنفسية الأخرى. وأضاف العنزي: «إن الشؤون الصحية في حفر الباطن اتخذت جميع الاحتياطات لمواجهة تداعيات موجة الغبار، وتجهيز أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لاستقبال الحالات المتهيجة بفعل الغبار». ونصحت مديرية الشؤون الصحية المواطنين والمقيمين، وبخاصة مرضى الربو والمصابون بالأمراض الصدرية ب «عدم التعرض للغبار والأتربة، والبقاء في المنازل، وعدم مغادرتها إلا للضرورة، ولبس الكمامات الواقية أثناء الخروج». فيما أرسلت إدارة التعليم في حفر الباطن لمديري ومديرات المدارس عبر موبايل الإدارة وحسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، رسالة جاء فيها: «نظراً لظروف الجو نأمل ممارسة صلاحياتكم بما يحقق المصلحة، وبما لا يؤثر على صحة أبنائنا وبناتنا وزملائنا المعلمين والمعلمات، مع عمل اللازم إذا تطلب الأمر خروج الطلاب أو الطالبات، بالتواصل مع أولياء أمورهم، وتنسيق وسائل النقل، وأخذ احتياطات السلامة، وتهيئة المكان المناسب عند بقائهم في المدرسة». تلقت غرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقة الشرقية 331 بلاغاً منذ قدوم الغبار للمنطقة الاثنين الماضي، حتى صباح أمس الأربعاء، منها 152 بلاغاً لحوادث مرورية وانقلاب مركبات وحوادث سقوط وحالات أخرى، و179 بلاغاً لحالات مرضية تنوعت بين التنفسية والأزمات القلبية وأمراض السكري وغيرها من الأمراض. وأوضح المتحدث باسم الهلال الأحمر في الشرقية فهد الغامدي، أنهم قدّموا الخدمة الطبية الإسعافية ل206 حالات إسعافية، ونقلوها لاحقاً إلى المستشفيات في المنطقة، بينما عولجت 135 حالة أخرى في الموقع. ولم تنقل إلى المستشفيات. وطالب بإبلاغ غرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر السعودي على الرقم «997» عند حدوث أي مكروه، متمنياً تعاون المواطنين والمقيمين مع المسعفين «وإفساح الطريق لهم لمرور سيارات الإسعاف وقت الطوارئ، وعدم التجمهر عند الحوادث، حتى لا تتم إعاقتهم عن تقديم الخدمة الطبية الإسعافية والقيام بواجبهم الإنساني».