حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديركا موغيريني من مخاطر «انفجار» ليبيا، مؤكدة بأن ذلك سيشكل «خطراً كبيراً» بالنسبة الى اوروبا. وقالت أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ ان ليبيا «مزيج مثالي جاهز للانفجار، وسينفجر على ابواب اوروبا بالضبط». وتابعت ان «مجموعة العوامل الموجودة هناك خطرة للغاية بالنسبة إلينا ولامن المنطقة». ويأتي ذلك بعدما اطلقت فرنسا جرس الانذار منذ مدة حول الاوضاع في ليبيا. وندد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان مطلع الشهر الماضي ب «ظهور ملاذات للارهابيين (في ليبيا) في المحيط المباشر للقارة الاوروبية». وقتل 23 شخصاً وأصيب حوالى 69 آخرون بجروح متفاوتة، نتيجة احتدام المعارك في مدينة بنغازي شرق ليبيا السبت، في وقت نجح «الهلال الأحمر» المحلي في إجلاء 118 شخصاً من بينهم أجانب علقوا في مركز أمراض الكلى في المدينة. وأكد الناطق باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد أحمد المسماري أن قائد «عملية الكرامة» اللواء خليفة حفتر أصدر أوامره بحسم معركة بنغازي، في أقرب وقت ممكن. وقال المسماري أن الأوامر تقضي بالتحرك في محاور القتال الأربعة بالمدفعية والطائرات والدبابات. مؤكداً تقدم قوات الجيش في أرض المعركة. وتمكنت هذه القوات السبت من قتل خمسة متطرّفين بينهم أجانب، في إحدى عملياتها في منطقة الليثي. يأتي ذلك وسط أنباء عن استئناف الحوار في مدينة لم يعلن عنها داخل ليبيا غداًَ الثلثاء. وقال محمد شعيب نائب رئيس مجلس النواب (المنعقد في طبرق) أن الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة «سيجرى داخل ليبيا يوم الثلثاء ما لم يحدث شيء غير متوقع». وأكد عبدالقادر حويلي، العضو في المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته) موعد إجراء المحادثات لكنه لم يكشف عن مكانها. وتأمل الأممالمتحدة بحمل المتحاربين على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتعتزم ترتيب وقف إطلاق نار وتبادل للسجناء كخطوة أولى لنزع فتيل النزاع. وأعلنت الحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب أمس، «الهلال النفطي» منطقة منكوبة، في ظل المعارك الدائرة للسيطرة عليها. وعزت مصادر في اللجنة التحضيرية للحوار التعتيم على مكان عقد الجولة الثالثة إلى أسباب أمنية، في حين أبلغ «الحياة» عضو في المجلس المحلي لمدينة الكفرة (جنوب) أن «الاستعدادات اتخذت في المدينة لاستضافة هذه الجولة». وقال ل «الحياة» النائب فتحي باشاغا المشارك في جلسات الحوار: «نتمنى أن تنطلق اليوم قبل الغد، لأن الوضع لم يعد يحتمل، فالخدمات متعطلة والأمن متردي، ما يستدعي بشكل ملح التوافق والاتفاق على تشكيل حكومة وطنية». ورأى أن «من يعرقل الحوار يقف ضد إرادة الليبيين في السلام والاستقرار وإعادة البناء»، داعياً «من لديه مطالب إلى طرحها على طاولة الحوار». وحول طلب المؤتمر أن يقتصر الحوار على ممثليه وبرلمان طبرق، واعتبار ذلك إقصاء لأطراف مهمة في مقدمها «الثوار»، قال ل «الحياة» عمر حميدان الناطق باسم المؤتمر إن «الثوار فوضوا المؤتمر، ومن لا يعترف بهذا التفويض لا يعتبر من الثوار». ورأى أن «على المقاتلين لعب دور مساند وليس صاحب قرار، وأن مشاركة أي منهم في الحوار سيكون بحسب دوره الإيجابي لا السلبي».