أوصى الرئيس السابق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي الجنرال داني يتوم حكومة بلاده بإطلاق مبادرة سياسية تحت إسم "إسرائيل تبادر"، تجري خلالها مفاوضات إقليمية يكون إطارها مبادرة السلام العربية، ومن خلال الدمج مع مبادرة السلام الإسرائيلية. وبرأيه، فإن الفرصة موجودة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأن الوضع الذي تشهده إسرائيل من عزلها دولياً وتدهور علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وأوروبا، يتطلب منها المبادرة إلى هذه الخطوة، إذ سيؤدي استمرار الوضع الحالي إلى تقليص تأثير إسرائيل في المفاوضات المتعلقة بالملفّ النووي الإيراني. وقال يتوم في لقاء مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "مفاوضات كهذه لحل الصراع، تُعتبر فكرة خلاقة ستتيح التعاون الإقليمي في مجالات الإقتصاد والأمن. وستتمكّن الدول العربية من حضّ الفلسطينيين على انتهاج طريق براغماتي لحل المسائل المختلف عليها". ووفق ما يطرحه يتوم فإنه، و"بحسب المبادرة العربية، ستعلن الدول العربية أن السلام هو خيارها الاستراتيجي وستعترف بعدم وجود حل عسكري للصراع. وفي المقابل سيُطلب من إسرائيل الانسحاب إلى حدود 67، مع إجراء تعديل حدودي على الاتفاق، وتُحل مسألة اللاجئين، وتكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية". وبموجب هذه المبادرة، توافق الحكومة الإسرائيلية على المبادرة العربية كأساس للمفاوضات، وتحدّد ما يأتي: إسرائيل سترفض مطلب حق العودة، ويمكن للاجئين العودة فقط إلى فلسطين، وسيتم تأسيس صندوق دولي لتأهيلهم، وتقويم الحدود على أساس خطوط 67 مع تعديلات يتم الاتفاق عليها، وتضم الأراضي السيادية لإسرائيل الكتل الاستيطانية المجاورة للسياج الحدودي، ويتم إجراء تبادل للأراضي. أما بالنسبة للقدس، تخضع الأحياء اليهودية في القدسالشرقية للسيادة الإسرائيلية والعربية للسيادة الفلسطينية. ويُتّفق على ترتيبات تضمن بقاء الحي اليهودي وحائط المبكى تحت السيادة الإسرائيلية. ولا يخضع الحرم القدسي لأي سيادة، أو يتم إعلانه خاضعاً لسيادة الله. وتقوم إسرائيل بإدارة الأماكن المقدّسة اليهودية، فيما يدير الوقف المقدّسات الإسلامية. ويُعلن عن إطلاق خطة إقتصادية لإعادة إعمار قطاع غزة وتطوير اقتصاد الضفة الغربية. ويؤكد يتوم ضرورة انفصال إسرائيل عن الفلسطينيين على أساس الدولتين، ومن الضروري محاولة تحقيق ذلك من خلال المفاوضات الإقليمية المدمجة بالمفاوضات مع الفلسطينيين.