واشنطن - أ ف ب - قد لا يبقى من ثلوج كيليمانغارو الأسطورية سوى ذكرى ما يشكل دليلاً إضافياً على تداعيات الاحتباس الحراري. ويعتبر علماء الكتل الجليدية الأميركيون أن تسارع وتيرة ذوبان الكتل الجليدية الجبلية في العالم يشكل دليلاً دامغاً على ارتفاع معدلات الحرارة على سطح الأرض. فقد اختفى حتى عام 2007 حوالى 85 في المئة من الغطاء الجليدي الذي كان يغطي قمم كيليمانغارو الأفريقية العام 1912. كما أكد العلماء أن 26 في المئة من الجليد الدائم الذي كان يكلل قمم سلسلة الجبال البركانية حتى العام 2000 اختفى في غضون سبع سنوات. وعلى رغم أن التغيرات في طبقة الغيوم فوق هذه الجبال وتدني متساقطات الثلوج يشكلان عاملاً مهماً أيضاً إلا أن الأخير لم يكن له الأثر الذي تركه ارتفاع درجات الحرارة في العقود الأخيرة. واعتبر الباحث لوني تومسون وهو أحد المشرفين على الدراسة ان «هذا البحث هو الاول الذي يحتسب حجم الجليد الذي فقدته جبال كيليمانغارو» منذ العام 2000. وأضاف انه «لو قارنا النسبة المئوية لحجم الجليد المفقود والمساحة المفقودة منذ عام 2000 لوجدنا أن الأرقام متقاربة». وأوضح أن تراجع هذه الكتل الجليدية كان يقاس بتراجع مساحتها في ما مضى إلا أن تراجع سماكتها أمر لافت أيضاً ويثير القلق. وخسرت الكتلة الجليدية فورتفانغلر المتواجدة قرب جبل كيبو أعلى قمة في جبال كيليمانغارو والبالغ ارتفاعها 5891.8 متر، نصف سماكتها بين عامي 2000 و2009 كما أفاد واضعو الدراسة الذين توقعوا اختفاءها قريباً. وأظهرت تحاليل عينات أُخذت من أماكن مختلفة من الكتلة الجليدية على سلسلة الجبال التي تفصل بين كينيا وتنزانيا أن أي ظاهرة ذوبان مستمرة لم تسجل على مدى 11700 سنة. حتى موجة الجفاف الكبرى التي ضربت أفريقيا قبل 4200 سنة ودامت 300 سنة، لم تتسبب بأي تراجع في حجم الجليد على الجبال. وحدها طبقة من الغبار سماكتها 2.5 سم، عالقة بين طبقتين ضخمتين من الجليد تشهد على تلك الحقبة.