توقع مستثمرون في مزارع إنتاج البيض أن تتجه أسعار البيض إلى الانخفاض خلال الأيام المقبلة، بدعم من زيادة الإنتاج، مؤكدين عدم مسؤوليتهم عن الارتفاع الحاصل حالياً، فيما حمّل بائعون في مراكز ومحال بيع المواد الغذائية الموردين المسؤولية، إذ رفعوا سعر الكرتون (12 طبقاً) إلى 200 ريال من 140 سابقاً. وكشفت جولة ل«الحياة» على مراكز بيع المواد الغذائية في جدة، تفاوتاً في أسعار البيض، وراوح سعر الطبق بين 17 و19 ريالاً. وعزا بائعون في مراكز بيع المواد الغذائية منتجون وأصحاب مزارع دواجن تحدثوا ل«الحياة» الارتفاع إلى ثلاثة أسباب رئيسة هي: زيادة الطلب على البيض في فصل الشتاء قياساً بالفصول الأخرى، وزيادة تكاليف الإنتاج، إضافة إلى تزامن فصل الشتاء مع تغير الدورة الإنتاجية لقطعان الدواجن. وعزا رئيس جمعية منتجي الدواجن في السعودية عبدالله قاضي في حديثه ل«الحياة» ارتفاع أسعار البيض خلال هذه الفترة إلى أسباب عدة تتمثل في زيادة الطلب على البيض في فصل الشتاء، وتزامن فصل الشتاء مع تغير دورة الإنتاج لقطعان الدواجن، علاوة على «زيادة تكاليف مستلزمات الإنتاج ، وأخيراً ارتفاع أجور العمالة وشحها ما أحدث خللاً في التوزيع. وأكد أن هناك مبالغة في هامش الربح خصوصاً من العمالة الوافدة، مشدداً على أن أسعار غالبية المنتجين الكبار للبيض ثابتة، ويراوح سعر الطبق بين 12 و13.5 ريال، وسعر الكرتون الذي يحوي 12 طبقاً لا يتجاوز بأية حال من الأحوال 165 ريالاً لتجار التجزئة والجملة، وهو متوافر بالبقالات والأسواق الكبرى بأسعار معقولة، ناصحاً المستهلكين بشراء البيض من منافذ التوزيع الكبرى الموجودة في كل المدن. وزاد: «إنتاج المملكة من بيض المائدة يتجاوز 3.6 بليون بيضة سنوياً، أي بمعدل 11 مليون بيضة يومياً، وتوجد استثمارات في قطاع الدواجن بأكثر من 40 بليون ريال». وفي شأن كيفية الحد من الأسعار قال قاضي إن هناك حلولاً لضمان عدم المغالاة في أسعار البيض، «السوق في حاجة إلى رصد التوزيع من خلال شبكات إلكترونية تتواصل مع الجميع بدلاً من الاعتماد على الطريقة التقليدية التي يتلاعب بها السماسرة». واستطرد بقوله: «من المهم أن تدعم وزارة العمل قطاع الدواجن بتسهيل إجراءات منح تأشيرات السائقين وموزعي البيض وعمالة التعبئة لتنفيذ خطط المنتجين في إيصال المنتج مباشرة لمراكز ونقاط التوزيع بدلاً من الاعتماد على السماسرة والمضاربين في السوق. ورأى قاضي أن الأسعار الحالية للبيض لن تستمر طويلاً، وأنها ستشهد استقراراً خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف: «نأمل من وزارة التجارة الاستمرار في خططها وجهودها بمراقبة أسواق التجزئة للقضاء على المضاربين والسماسرة والعمالة الوافدة». واتفق معه رئيس لجنة الدواجن في منطقة عسير الدكتور عبدالله كدمان متوقعاً أن يشهد الأسبوع المقبل انخفاضاً في أسعار البيض بمقدار ريالين للطبق الواحد، مشيراً في حديثه ل«الحياة» إلى أن الأسعار ستستمر في الانخفاض للوصول للسعر الأساسي لطبق البيض والمقدر ب8 ريالات من المنتجين. وطمأن بأن البيض سيكون موجوداً في الأسواق ومراكز بيع التجزئة بشكل كبير يكفي حاجة السوق من الأسبوع المقبل. وفي شأن أسباب ارتفاع الأسعار قال: «من المعروف أن إنتاج البيض في المزارع يقل في فصل الشتاء كل عام في حين يرتفع الطلب، موضحاً أن انخفاض الإنتاج في الشتاء يعود إلى زيادة النفوق في الدواجن بسبب البرد، ما يؤدي إلى عدم تربيتها في المزارع التي تقع في مناطق بادرة شتاء. وأشار إلى أن المزارع التي تقع في المناطق معتدلة الجو في الشتاء تعمل بطاقتها الكاملة خلال فصل الشتاء، لكن إنتاجها لا يغطي جميع مناطق السعودية، وتنخفض كميات البيض الموجودة بالأسواق في فصل الشتاء بنسبة تصل إلى 20 في المئة». وشدد على أن المزارع تبيع طبق البيض حالياً بسعر يراوح بين 12 و13 ريالاً، في حين أن سعره في السابق يبلغ 8 ريالات فقط. سعر الكرتون قفز أكثر من 30 في المئة أكد بائعون في مراكز المواد الغذائية ل«الحياة» أنهم لا يتحملون مسؤولية ارتفاع الأسعار، إذ أنهم يشترونه بسعر عال من الموردين. وقال البائع محمد نور: «الارتفاع في أسعار البيض يعود إلى شرائه بسعر مرتفع، فسعر الكرتون الذي يحوي 12 طبقاً بالجملة كان يبلغ 150 ريالاً، والآن نحو 200 ريال». وأوضح بائع آخر أن السبب في ارتفاع أسعار البيض يعود إلى عدم توافر الكميات المطلوبة، كما كان قبل أسبوعين، وقال: «نحصل على نصف الكمية التي نحتاج إليها من الموزع، وهذا تسبب في شح المعروض من البيض في المحال الصغيرة». ونوّه بزيادة سعر كرتون البيض وقال: «قبل يومين اشترينا كرتون البيض ب200 ريال، من بائعي الجملة».