فجر انتحاري سيارة مفخخة في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) امس، ما اسفر عن سقوط قتيلين هما رجل وطفل وجرح عشرين شخصاً معظمهم اصاباتهم بليغة. أتى ذلك بعد تقدم ميداني حققته قوات «الجيش الوطني» بقيادة اللواء خليفة حفتر في الساعات ال 48 الماضية، وسيطرت بموجبه على ميناء بنغازي ومناطق أخرى، وسط المدينة وفي وضاحيها. وأفادت مصادر أمنية في المدينة بأن الانتحاري قاد السيارة المفخخة في اتجاه قوات الجيش المتواجدة في شارع الحجاز في حي الليثي، لكن الجنود تنبهوا له وبادروا الى اطلاق النار باتجاه السيارة، ما ادى الى انفجارها. ويربط شارع الحجاز بين حي الليثي وحي الشهداء (الفاتح سابقاً). وتمكنت قوات حفتر الخميس، من فتح ميناء بنغازي امام التجار لإخراج بضائعهم منه، فيما واصلت تطهيره من جيوب مقاتلي «مجلس شورى الثوار» وحلفائهم الإسلاميين. واعترفت مصادر «المجلس» بخسارتها ثلاثة مقاتلين وأكدت صحة الأنباء عن تقدم قوات حفتر. وأبلغت مصادر «الحياة» ان قوات حفتر بسطت سيطرتها امس، من جزيرة اللثامة (رأس المنقار) حتى جزيرة (ميناء بنغازي)، مروراً بطريق البحر. على صعيد آخر، حذر ديبلوماسي ليبي بارز من ان تنظيم «داعش» يتمدد في بلاده، مطالباً الأسرة الدولية بالتنبه الى هذا التهديد المتصاعد. وقال عارف النايض سفير ليبيا لدى الإمارات العربية المتحدة ومستشار رئيس الحكومة عبدالله الثني، ان التنظيم «يرتكب فظاعات يومياً، وليس بالأمكان دحره في العراق من دون محاربة مكونه الليبي». وكان النايض يتحدث في نيويورك التي زارها وواشنطن. وأشار السفير الليبي الى ان «داعش» ينشط في سبع مدن ليبية وشن هجمات على 12 منطقة في البلاد. كما حذر من تدفق المقاتلين الأجانب الى ليبيا خصوصاً من اليمن وتونس والجزائر والشيشان. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني استعداد بلاده للمشاركة في قوة حفظ سلام في ليبيا، على ان يكون ذلك في إطار مبادرة للأمم المتحدة. وقال ان إيطاليا «مستعدة للتدخل عندما تسمح الظروف السياسية بذلك». وأشار إلى غياب حكومة مركزية في ليبيا، لافتاً الى أن حكومته ستقترح على البرلمان الإيطالي المشاركة في مهمة حفظ السلام. لكنه استدرك قائلاً: «طالما ليس هناك إطار للحد الأدنى من مواصلة الحوار ووقف القتال، فلن نرسل قوات مسلحة إلى الصحراء الليبية من دون قاعدة سياسية» لهذا التحرك.