حل الشتاء فجأة على اللبنانيين. كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر، لكن ليس بهذه السرعة: أمطار غزيرة وبرد معاً! وككل الأمور التي ينتظرونها ثم يعيدون النظر في لهفتهم إلى دفء اللقاء...، راح اللبنانيون يشكون المطر، لا لأنه يحمل الخير لتراب الوطن وينابيعه وسدوده... بل لأن المطر نزل على الأرض واحتارت مياهه أين تجد منفذاً لتغور فيها. فقد احتقنت مياه الخير على الطرقات وفي الحقول، وفي انتظار "فرج انصرافها"، شكّلت مستنقعات تستقبل فيها السيارات، تغسلها وتغسل المارة، وتتلف الزرع غرقاً. سائقو السيارات والمزارعون ليسوا مسرورين أبداً، لأن انحباس المياه حتى في الحقول والبساتين يعطل علمهم... والأدهى، أنهم في المقارنة، ينتظرون ولادة حكومة بفارغ الصبر، وخوفهم من أن يعلقوا في "مستنقعاتها"، إذا حلّت عليهم فجأة! * الصورة التقطها المصور علي سلطان من أسرة "الحياة". ___________ لإرسال صورة وتعليق: [email protected]