أوضح الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية ويلي وولش أن عودة رحلات الشركة إلى السعودية تعود إلى أسباب تجارية، مستبعداً وجود أسباب أمنية لوقف رحلات الشركة إلى السوق السعودية قبل أربع سنوات وقال إن كلفة التشغيل كانت مرتفعة جداً وقتها. وقال وولش في تصريحات إلى «الحياة» رداً على سؤال حول أسباب استئناف الشركة رحلاتها إلى السعودية بعد توقف سابق، على رغم خسائر الشركة في الربع الأول هذا العام، قال: «إننا نعتقد بأن الرحلات إلى السعودية مربحة جداً، والظروف الاقتصادية ستتحسن خلال العام المقبل، ونريد أن نكون في هذه السوق». وأكد أن السوق السعودية مهمة جداً لشركته، وقال: «لقد قمنا بدرس نمو الاقتصاد والسوق السعودية في السنوات الأخيرة، وتعتبر السوق السعودية من أهم الأسواق، والرحلات بين أوروبا والشرق الأوسط مهمة جداً، والغرف التجارية البريطانية والمؤسسات التجارية مهتمة بالاستثمار في السعودية». وعما إذا كانت دواعي الأمن بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) أحد أسباب توقف الرحلات، قال: «لا اعتقد بأن يكون تعليق الرحلات إلى السعودية خلال أربعة أعوام قبل استئنافها في حزيران (يونيو) الماضي يعود لأسباب سياسية، ونحن شركة تجارية لا تتلقى دعماً من الحكومة الإنكليزية، إذ إن ربحية شركات الطيران لا تحددها عادة أعداد المسافرين فقط، وإنما كلفة التشغيل وحجم الأموال التي يدفعها هؤلاء المسافرون لشركات الطيران». وتابع وولش: «عندما علقنا رحلاتنا إلى السعودية كانت كلفة التشغيل مرتفعة مقارنة بأعداد المسافرين، ما وضع ربحية شركتنا على المحك، واليوم نجد أن هذا الخط يعيش نمواً ملحوظاً ويحقق ربحية عالية لشركات الطيران». ووصف المنافسة بين الخطوط السعودية والخطوط البريطانية على السوق السعودية بأنها جيدة، وهناك أكثر من شركة تنافسنا في السعودية. ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن قيام تحالف بين الخطوط البريطانية والخطوط السعودية، على غرار تحالف الشركة البريطانية مع أميركان ايرلاينز، قال: «نحن ومدير الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم موجودون في مجلس إدارة الاتحاد الجوي (اياتا)، ولم نتطرق إلى موضوع التحالف حالياً، ولكن قد يحدث ذلك في المستقبل». وبشأن ما إذا كانت الشركة ستطرح عروضاً ترويجية، قال: «سنقدم العديد من العروض الترويجية خلال الفترة المقبلة لجذب العديد من المسافرين، وبخاصة مع دخول موسم الحج». وعما إذا كانت هناك إجراءات أمنية اضافية تطبقها الشركة على رحلاتها بين السعودية وبريطانيا، قال: «نحن لا نقوم بإجراءات أمنية إضافية بين السعودية وبريطانيا، لأني اعتقد أن مستوى تلك الإجراءات عال جداً، ولا نحتاج إلى إجراءات إضافية». وحول خسائر الخطوط الجوية البريطانية بسبب الأزمة المالية العالمية، أوضح أن الشركة منيت بخسائر تشغيلية العام الماضي، وخسرت الشركة خلال الربع الأول من العام الحالي 94 مليون جنيه إسترليني. وأشار إلى أن قطاع الطيران في العالم واجه أصعب الظروف الاقتصادية على الإطلاق، وتشير أرقام الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن قطاع الطيران في العالم خسر نحو 17 بليون دولار في عام 2008، مع توقعات بأن تصل خسائره هذا العام إلى 11 بليون دولار. وعن خسائر الطيران الفاخر، أشار وولش إلى أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أوضح أن السفر تراجع على الطيران الفاخر بين كانون الثاني (يناير) ويونيو من العام الحالي بنسبة 19.8 في المئة، وهو ما حدث أيضاً في الخطوط الجوية البريطانية التي انخفض فيها قطاع السفر الفاخر في سبتمبر بنسبة 7.9 في المئة، ونجري حالياً عملية إعادة هيكلة لأعمال الشركة واتخاذ الخطوات لضمان تحقيق النجاح والربحية على المدى البعيد. وأشار إلى أننا قمنا بزيادة الطاقة الاستيعابية للطائرات، إذ انتقلنا من طائرات بوينغ 767 إلى طائرات بوينغ 777، وهذا سيزيد عدد المقاعد بنسبة 30 في المئة. وبشأن تأثير سوق النفط في شركات الطيران، بيّن رئيس الخطوط الجوية البريطانية، أن الوقود يشكل 30 في المئة من كلفة التشغيل، وارتفاع أسعار النفط أدى إلى زيادة الكلفة علينا، والوقود هو أحد أسباب خسائر شركات الطيران العام الماضي، إذ إن ارتفاع أسعار النفط في تموز (يوليو) من العام الماضي إلى مستوى 147 دولاراً تسبب في زيادة كبيرة في أسعار الوقود. وحول زيادة أسطول الطائرات في شركة الخطوط البريطانية، قال إن هناك خطة للتوسع وزيادة الأسطول، إذ اشترينا أربع طائرات بوينغ 777 هذا العام، والعام المقبل سنشتري ثلاث طائرات مماثلة.