يتساءل صديق لبناني ابتلاه الله بالمضاربة «على الخفيف» في سوق الأسهم السعودية كلما رآني أو تحادثنا على الهاتف بلهجته «اللي ما حلاها ربي» قائلاً: «يااااخي شو عم بيصير؟» وعندما يقولها أدكه فوراً بالإجابة الأعمق والأجمل على مر التاريخ... لا ادري، وأحياناً إذا كان الأمن مستتباً في داخلي، استطرد قائلاً: لو كنت أدري لنفعت نفسي وأصبحت مليونيراً انافس البعض على «الترزز» في مقاهي بلدكم «الثاني» لبنان، من دون أن أنافسهم في الحديث كل صيف عبر مقالاتي عن جمال و«رواق» بيروت. والحقيقة على رغم أنني لا أعرف ما الذي يحدث في سوق الأسهم، لكن الأمر يبدو وكأنه سنة استثمارية، فالتذبذب الحاصل أخيراً في نطاقات ضيقة هو ألطف بالعباد والاقتصاد من «صرعات» الماضي التي جعلت الناس يبيعون «حديدتهم». وللعزيز اللبناني أقول ان السوق باتت أعمق وأكثر اتساعاً من أن يسهل رفعها أو خفضها بشكل حاد، وما تراه من ارتفاعات تدريجية لا تستمر وانخفاضات كذلك، هو مجرد مضاربة. كل شركة لها مجموعة «هوامير» يبيعون ويشترون فيها بشكل يومي أو دوري، وللعلم هم يخسرون أيضاً، ويتناحرون، لكن خسائرهم بمزاجهم، وضمن «تكنيك» ان الحساب الختامي آخر الأسبوع أو اليوم أو الدورة الخضراء أو الحمراء يظهر أرباحاً، وبالتالي تكون الخسائر بمثابة الطعم للآخرين أو هي ضريبة. لا يمكن صناعة المال من دون المال، ولا يحقق الربح الا ببعض الخسارة، ومن عقل هذا المفهوم وسار عليه يستطيع «الطقطقة» في السوق وربما نجا، لكنني أشدد على صديقي لان أمره يهمني أن هذه السوق ما لم تكن تستثمر في شركات رصينة ثابتة النمو في الأداء والأرباح فإنك تدور في حلقة مفرغة، ويمكن اعتبارك تتسلى باعتبار انك تشتكي من قلة فرص الترفيه عندنا مقارنة ببلدك الذي لو بعت كل أسهمك واشتريت بها شقة هنا لكان أفضل لك.. ولي. إجمالاً وكما سمعت وقرأت فان إدراج السوق السعودية ضمن مؤشرات الأسواق الناشئة سيعطيها وجوداً على خريطة المستثمرين العالميين، لان بياناتها وأرقامها ستكون متاحة لهم، وكما شرح لي الزميل المتخصص عبدالحميد العمري فإن ثقل سوقنا في قائمة هذه الأسواق يقارب نحو 5 في المئة، وبعض المستثمرين العالميين يوزعون استثمارهم على الأسواق الناشئة تبعاً لثقلها، وبالتالي لو فكر احدهم باستثمار 100 مليون دولار فإن نصيبنا منها 5 ملايين دولار، على رغم أنني أنصحه وأنصح صديقي أعلاه بأن ينفقوا أموالهم ويستمتعوا بها قبل أن يأخذها «السراب». [email protected]