هناك إجماع بين مراقبي المسابقات الآسيوية، على أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نجح بامتياز في تنظيم مسابقاته لهذا العام (دوري الأبطال، كأس الاتحاد، كأس الرئيس)، بخاصة ان الاتحاد الآسيوي استطاع تقسيم الاندية الآسيوية من 46 دولة بواقعية ومنطقية في المسابقات الثلاث. هذا الامر يحسب للاتحاد الآسيوي، فالمسألة لا تعد بتلك السهولة في ظل تدني المستوى الكروي لمعظم الدول الآسيوية، لكن سنوات الاجتهاد والعمل على تطوير الكرة الآسيوية، جعلت الكثير يتفقون على أن الاتحاد الآسيوي غير الكثير من ملامح الكرة منذ 6 سنوات. ففي الماضي – أي قبل 2002 – كانت المسابقات الآسيوية تنحاز للأندية الكبيرة على حساب الصغيرة من حيث نظامها ومكان إقامتها، ومواعيدها وتكاليفها بحيث كانت الأمور تسير بحسب أهواء الاندية الكبيرة، لكن منذ استحداث الانظمة الجديدة تحسن الوضع الى حد ما. لقد اصبح هناك متسع لجميع الاندية الآسيوية للمشاركة في الاستحقاقات الآسيوية. ساتحدث اليوم عن البصمة الرائعة للاتحاد الآسيوي بتطعيم مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي باندية ذات مستوى يليق باسم «مسابقة كأس الاتحاد»، كذلك تطوير اللوائح والانظمة، الذي أوقد نار الحماسة والغيرة في أروقة أندية كأس الاتحاد. في الماضي شهدت المسابقة تحسناً طفيفاً منذ 2004 وحتى 2007 الا انها افتقدت للمستوى والتغطية الاعلامية والحوافز، لكن النسخة الماضية 2008 شهدت تطويراً في العوامل المفقودة، والوضع أصبح أفضل في النسخة الحالية 2009، مع اضافة كبيرة وهي تطعيم المسابقة باندية ذات مستوى عال، اما على الصعيد المادي، فيحصل كل فريق على 20 ألف دولار نظير مصاريف تذاكر سفره والاقامة والحجوزات، أما على الصعيد المعنوي، فكان قرار الاتحاد الآسيوي بمنح البطل والوصيف مقعدين في تصفيات دوري أبطال آسيا قراراً صائباً، وان كان ذلك لم يحدث في هذا العام، الا ان الشروط الآسيوية الصارمة وقفت حائلاً أمام مشاركة البطل (المحرق البحريني) ووصيفه (الصفاء اللبناني). لكن ما يحسب على لائحة كأس الاتحاد الآسيوي، الفارق الكبير بين الحوافز المادية والمعنوية ما بين مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد، ففي دوري الابطال تحصل الاندية على حوافز مادية مغرية في كل دور من أدوار البطولة، بل وتتضاعف المبالغ في كل دور، ليس هذا فقط، بل ان بطل دوري الأبطال يحصل على 1.5 مليون دولار – تصل الى 2.5 مليون دولار في حال فوزه في كل المباريات – اضافة الى مقعد في كأس العالم للأندية. في المقابل يحصل بطل كأس الاتحاد على 350 ألف دولار ومقعد في تصفيات دوري أبطال آسيا... هذا اذا استوفى شروط الاحتراف! هذا الحافز المادي والمعنوي تفتقده أندية كأس الاتحاد، بخاصة تلك ذات الموارد المالية الضعيفة، وهو أمر ينافي تطلعات الاتحاد الآسيوي لتطوير نظامه التسويقي والمالي لمنافسة القارات الأخرى... فهل من المعقول ان تحرم أندية كأس الاتحاد من حوافز التطوير والاهتمام؟ [email protected]