يحتفظ أبناء قرية أم رجوم «210 كيلومترات شمال غربي الرياض»، منذ أكثر من نصف قرن بآثار «الرجوم» التي سميت قريتهم نسبة لها، إذ شكّلت على مدى عقود طويلة معلماً لها في وقت لم يكن فيها لوحات تعريفية يستدل بها العابرون منها. القرية المجاورة لبعض المحافظات والمراكز، ظلت مقصداً لهواة المتنزهات البريّة، نظراً لما تمتاز به من مواقع عدة تتناسب مع هذه الفئة، فيما لا يزال سكانها الذين فضّلوا البقاء فيها على رغم هجرة بعض الأهالي، ينتظرون عدداً من المرافق الخدمية من مستشفى ومركز أمني وغيره، تغنيهم عن الذهاب للمدن الأخرى بصورة مستمرة. ويرى علوش السهلي في حديث ل«الحياة» أن بقاء «رجوم» القرية والحفاظ عليها من مسؤوليات أبنائها، معتبراً أن ذلك يعدّ نوعاً من المحافظة على آثارها التاريخية، مضيفاً: «الرجوم هي مجموعة من الصخور المتراصة والمبنية في أشكال عدة، تبنى قديماًَ للاستدلال على الأماكن ومعرفتها»، مبيناً أنه في العقود الماضية لا تتوافر علامات أو إرشادات مثل الزمن الحالي. من جهته، تحدث المسن هادي بن علوش السهلي «95 عاماً» أن القرية أطلق عليها اسم «أم رجوم» نسبة إلى «الرجوم» التي لا تزال باقية حتى اليوم في ناحيتها الجنوبية، مضيفاً: «تلك الرجوم بناها رجل من البدو الرحّل جاء قبل نحو 55 عاماً إلى المنطقة ووضع «الرجوم» للاستدلال على المكان وتحديده كي لا يفقده عند مغادرته»، مشيراً إلى أن آثار ذلك الرجل لا تزال باقية على رغم تغيرها بعض الشيء. وأوضح أن المكان أصبح بارزاً لكثير من الناس خلال مرورهم عبر المكان نظراً لتوافر الماء في جانبه، مضيفاً: «يصل سكان مركز أم رجوم إلى 1900 نسمة، جميعهم من قبيلة السهول، إذ جاءوا إلى المكان منذ 50 عاماً وشيدوا مساكن لهم حتى أصبحت القرية تكبر شيئاً فشيئاً ووصل تعداد مساكنها إلى 200 منزل». بدوره، لفت علوش السهلي «من أبناء القرية» إلى حاجة «أم رجوم» الماسة إلى سرعة تنفيذ مشروع المياه في القرية عقب توقفه أخيراً، مضيفاً: «استبشر الأهالي خيراً بعد تنفيذ الشبكة الداخلية، لكن تلك الأماني سرعان ما ذهبت أدراج الرياح عقب توقف مشروع إيصال المياه الممتدة من مركز الشعب المجاور»، مشيراً إلى أهمية إيجاد مركز لهيئة الهلال الأحمر ومركز للدفاع المدني، نظراً لبعد مسافة المستشفيات والطرق السريعة عن القرية ما يسهم في مضاعفة المعاناة لدى السكان. فيما لفت عبدالعزيز السهلي إلى أن قرية أم رجوم تحظى باهتمام هواة البر والصيد، وكذلك المهتمين بالمناطق الربيعية، مضيفاً: «تتميز قريتنا بطبيعة ربيعية نظراً لطبيعة أرضها، كما تحيط بها من الجهات كافة رياض ربيعية تكتظ بالمتنزهين أوقات الربيع»، مؤكداً على أهمية توافر الخدمات الأساسية في القرية وفي أولويتها مركز للهلال الأحمر، للقيام بإسعاف الحالات الطارئة سواء من سكان القرية أم من الزائرين العابرين للطرق من حولها. ولفت إلى أهمية مطالب السكان نظراً لتعذر الوصول إلى المستشفيات القريبة مثل مستشفى الملك خالد بالمجمعة ومستشفى تمير أو مستشفى حوطة سدير، في مواسم الأمطار الغزيرة، مضيفاً: «تتسبب السيول الجارفة في قطع الطريق الذي يصل قريتنا بمراكز ومدن محافظة المجمعة، نظراً لوعورة المنطقة ووجوده في منطقة جبلية».