أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن مسؤولين في الإدارة الأميركية يدرسون فكرة الدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك حيال الفجوة الواسعة بين مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وأضافت أن الفكرة قد تطرح خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للقدس ورام الله مطلع الأسبوع المقبل التي تكرسها لكسر الجمود السياسي الحاصل منذ مطلع العام الحالي. وكتب المراسل السياسي للصحيفة باراك دافيد أن أصواتاً في الإدارة الأميركية ترتفع بتغيير الاستراتيجية التي تتبعها الولاياتالمتحدة في تعاطيها مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأنه إزاء البون في مواقفهما وإمكان أن تشهد أراضي السلطة الفلسطينية انتخابات عامة قريباً، «يجب الاكتفاء في هذه المرحلة بمفاوضات غير مباشرة بين الطرفين». وأضاف أن رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية جفري فيلتمان حذر في لقائه كلينتون أخيراً من أن مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه المرحلة قد تتفجر خلال وقت قصير، ما قد يقود إلى موجة عنف. واقترح أن تحاول الولاياتالمتحدة بلوغ وضع من المفاوضات غير المباشرة وإجراء «محادثات بالوساطة» بين إسرائيل والسلطة على غرار المحادثات التي تمت بين إسرائيل وسورية قبل عام بوساطة تركية، يكون الهدف منها فحص المواقف الأولية للطرفين من القضايا الجوهرية للصراع، مثل القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والترتيبات الأمنية، على أن يتقرر بعد استبيان المواقف إذا كان جديراً التقدم نحو مفاوضات مباشرة. ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل اليوم الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق ألأوسط جورج ميتشل للتحضير لزيارة كلينتون. وسيلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، على أن يغادر إلى الرباط للمشاركة في الاجتماع الذي تعقده كلينتون مع وزراء خارجية عرب. وكتبت «هآرتس» أن كلينتون ستطالب الوزراء العرب بدعم الرئيس محمود عباس (أبو مازن) عشية الانتخابات الفلسطينية، وبدعم مسيرة السلام من خلال قيام دول عربية ببادرات طيبة تجاه إسرائيل. واعتبرت الصحيفة زيارة كلينتون، وهي الأولى لها منذ تولي الحكومة الحالية مهماتها، «قفزة» في التدخل الأميركي الذي اقتصر إلى الآن على ميتشل. لكن أوساط نتانياهو تستبعد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في اعقاب أعلان عباس عن موعد للانتخابات التشريعية مطلع العام المقبل. وتوقعت أن تصلّب السلطة الفلسطينية ورئيسها مواقفهما من إسرائيل عشية الانتخابات. ونقلت عن مصادر في مكتب نتانياهو قولها إن الفلسطينيين «يبدون تعنتاً شديداً وليسوا مستعدين الى التحرك ميليمتراً واحداً». إلى ذلك، أضافت الصحيفة أن إسرائيل ستطرح في لقاءات مسؤوليها مع وزيرة الخارجية الأميركية انعكاسات «تقرير غولدستون» وسبل مواجهته ديبلوماسياً. وأضافت أن أركان الدولة العبرية سيطلبون من كلينتون ان تعمل على إقناع دول اوروبا بالتصويت في هيئة الأممالمتحدة الأسبوع المقبل ضد مشروع قرار تقدمت به دول عربية لتبني «تقرير غولدستون».