أعلنت أمس السلطات المحلية في ست محافظات يمنية رفض أي توجيهات عسكرية أو إدارية مصدرها صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، فيما خرج آلاف المحتجين في تظاهرات حاشدة شملت العاصمة وثلاث محافظات أخرى للتنديد ب «الانقلاب الحوثي» على الرئيس عبدربه منصور هادي والمطالبة بخروج مسلحي الجماعة من المدن وإنهاء الحصار على رئاسة الجمهورية ومنزل هادي ومؤسسات الدولة السيادية. وفيما يحسم البرلمان اليوم في جلسة طارئة مصير استقالة الرئيس، دعت السفارة الأميركية كل الأطراف إلى التزام ضمان سلامة البعثات الديبلوماسية والعودة إلى المسار الانتقالي، في وقت كشفت مصادر حوثية عن وجود مشاورات للجماعة مع القوى السياسية لتشكيل مجلس رئاسي يتولى إدارة البلاد. وأكد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، أنه التقى هادي ورئيس الوزراء المستقيل خالد بحاح وسفراء الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا، وقال إنه «سيستمر خلال الأيام المقبلة في بذل جهوده الحثيثة والاجتماع مع الأطراف السياسية كافة من أجل مساعدة اليمنيين على إرجاع العملية السياسية إلى مسارها الصحيح». وحمل المشاركون في التظاهرة الحاشدة التي خرجت أمس في صنعاء لافتات تدين الحوثيين، وأحرقوا صور زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، كما رددوا شعارات تطالب برحيل مسلحيها من العاصمة وتسليم مؤسسات الدولة ورفع الحصار المفروض حول منزل هادي وعدد من أعضاء الحكومة المستقيلة. وتظاهر الآلاف في تعز وإب وذمار، فيما أعلنت السلطات المحلية والأمنية في محافظاتعدنومأرب وشبوة ولحج والضالع وأبين رفض تلقي أي تعليمات عسكرية من صنعاء احتجاجاً. وعقدت اللجنة الأمنية في محافظة مأرب، التي يخطط الحوثيون للاستيلاء على نفطها، اجتماعاً قرر قطع الصلة مع أي توجيهات تأتي من صنعاء، لتلتحق هذه المحافظة بمحافظة شبوة التي اتخذت سلطتها المحلية قراراً مماثلاً وسيطر فيها مسلحو «الحراك الجنوبي» على عدد من النقاط الأمنية. وفي عدن عقدت اللجنة الأمنية لمحافظاتعدن وأبين ولحج والضالع اجتماعاً شدد على حفظ الأمن في هذه المحافظات والتمسك بالوحدة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني وقطع الصلة بأي توجيهات تأتي من صنعاء والاكتفاء بتلقي الأوامر من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة. ويعقد البرلمان اليوم جلسة استثنائية لحسم استقالة هادي رفضاً أو قبولاً، في وقت تجري جماعة الحوثيين نقاشات مع عدد من الأطراف السياسية للخروج من المأزق السياسي، وسط أنباء عن رفض هادي التراجع عن الاستقالة على رغم محاولات بذلها المبعوث الأممي. وأعلن عدد من أعضاء البرلمان الجنوبيين مقاطعة جلسة اليوم، في ظل جدل حول شرعية البرلمان نفسه الذي كانت المبادرة الخليجية نصت عقب انتفاضة 2011 على بقائه مقابل أن تكون قراراته بالتوافق بين كل المكونات من دون اعتبار الغالبية التي يملكها حزب المؤتمر الشعبي (حزب صالح). وواصل الحوثيون أمس في صنعاء محاصرة منازل وزراء الدفاع والإدارة المحلية والشؤون القانونية ومنزل رئيس جهاز الأمن القومي، في وقت تجددت ضدها هجمات المسلحين القبليين المدعومين بعناصر تنظيم «القاعدة» في محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء. وأكدت مصادر قبلية ل «الحياة»، أن الهجمات استهدفت نقاطاً حوثية في مناطق المناسح وخبزة وجبل الثعالب، ما أدى إلى سقوط ستة قتلى على الأقل وعدد غير معروف من الجرحى. وقال مسؤولون أميركيون ليل الجمعة إن الولاياتالمتحدة أوقفت بعض عمليات مكافحة الإرهاب ضد التنظيم بعد سيطرة الحوثيين على اليمن. وقال مسؤولان أمنيان أميركيان، إن انهيار الحكومة اليمنية أصاب حملة الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب «بالشلل»، كما منيت مكافحة واشنطن التنظيم بنكسة كبيرة. وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن توقف العمليات يتضمن الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار بشكل موقت على الأقل في أعقاب الاستقالة المفاجئة للرئيس والحكومة. وذكرت «فرانس برس» أن قافلة من عشرات العربات التي تنقل مسلحين قبليين وصلت الى صنعاء في مسعى لاخلاء مسؤولين محاصرين منذ ايام في مقار اقاماتهم. وحتى الان يقف المعسكران اللذان دعا كل منهما الى تعزيزات، متقابلين. وتجري مفاوضات للتمكن من اخلاء المسؤولين وتفادي حدوث مواجهة. ووصل ممثلون لقبائل سنية من محافظتي مارب والجوف قرب منزل وزير الدفاع محمود صبيحي الذي يحاصره الحوثيون.