انتقل «الخوف» إلى المعسكر الجزائري، بعد أن كان خلال الجولات الثلاث الأولى في المعسكر المصري، وبات المدرب الجزائري رابح سعدان في وضع لا يحسد عليه ومأزق غير مسبوق، بسبب لعنة الإصابات التي باتت تطارد ركائز المنتخب، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من موقعة القاهرة الحاسمة أمام المنتخب المصري في الرابع عشر من الداخل لحساب الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة لمونديال وأمم أفريقيا 2010. وكانت أولى الاصابات لاحقت الوجه الجديد للمنتخب مراد مغني، الذي يصفه الفرنسيون ب «زيدان الجزائر»، ويقول عنه نجم الكرة الجزائرية السابق الأخضر بلومي، إنه الأجدر بحمل الفانيلة رقم 10، التي كان يحملها هو في العصر الذهبي للمنتخب الجزائري، وأصيب مغني قبل أيام فابتعد عن ناديه لاتسيو روما الإيطالي، ولم يشترك في مباراتيه الأخيريتين ضمن الكالتشيو. ووصف مغني الإصابة بأنها مقلقة فعلاً، لكنه تمنى العودة إلى المنافسة في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) لمناسبة مباراته الأوروبية أمام فياريال الإسباني. قلق الجزائريين تعظام مع إعلان نادي غلاسكو رانجرس، متصدر الدوري الإسكتلندي عن إصابة مدافعه الأوسط الجزائري مجيد بوقرة على مستوى الركبة. وازدادت شكوك مشجعي الخضر بعد إصرار «ماجيك»، كما يلقبه مشجعو النادي الاسكتلندي، على إجراء الفحوصات الطبية بفرنسا، في وقت أعلن فيه ناديه أن اللاعب سيغيب لنحو أسبوعين على أقصى تقدير. ويشكل ماجيك رفقة عنتر يحيى لاعب بوخوم الألماني، ثنائياً من ذهب في وسط دفاع المنتخب الجزائري، الذي لم يتلق طوال المرحلة الثالثة من التصفيات المزدوجة سوى هدفين فقط في خمس مباريات. وطمأن رئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة جماهير المنتخب على حال بوقرة، مؤكداً أن «المجنون من يقول إن مجيد سيغيب عن موقعة القاهرة». لكن قلق الجزائريين مما وصفوه ب«العين» التي تطارد نجومهم لم تبدده تطمينات رئيس اتحاد الكرة، بل إنه تضاعف بعد انضمام كريم زياني أحد افضل لاعبي المنتخب وركيزته الأساسية إلى قائمة المصابين. وكان زياني تعرض خلال حصة تدريب ناديه فولسبورغ الألماني السبت لتمزق عضلي على مستوى الفخذ، ما أحدث حال طوارئ في الجزائر، لدرجة أن جميع الصحف الجزائرية أشارت إلى الحادثة على صدر صفحتها الأولى، ما يبرز مكانة اللاعب في صفوف «الخضر». وطمأن زياني في تصريحات أدلى بها عقب الاصابة بأنه سيبذل قصارى جهده، ليكون جاهزاً في موقعة القاهرة، على رغم أن الاصابة ستبعده، مثلما ذكر ناديه، عن الميادين لنحو ثلاثة اسابيع على الأقل. وقد تنقل روراوة وسعدان إلى باريس، للاطمئنان على الوضع الصحي للاعب، الذي يعد أحد أبرز عناصر المنتخب. وتأتي هذه الأخبار غير السارة، لتزيد من متاعب رابح سعدان الذي يعاني قبلاً من غياب مقلق للمهاجم رفيق جبور منذ أسابيع عدة عن ناديه «إيك» اليوناني لصرف الأخير النظر عنه، وغياب كريم متمور وعبدالقادر غزال عن ناديهما مانشغلادباخ الألماني وسيينا الإيطالي في المباراتين الأخيرتين بالدوريين الألماني والإيطالي على التوالي. وفي حال تواصلت لعنة الإصابات، وتغيب أخرون عن المنافسة الرسمية مع نواديهم، فسيجد الناخب الجزائري رابح سعدان نفسه بلا شك، مضطراً لإحداث تغييرات قد تكون جذرية على تشكيله، الذي سيواجه «الفراعنة» في ال14 المقبل. وستكون البداية عبر استدعاء وجوه جديدة كالعمر الشاذلي لاعب وسط أميان الألماني العائد بقوة للمنافسة في الدوري الألماني بعد ثلاثة أشهر من الغياب للإصابة، أو إشراك ياسين بزاز أساسياً بعد تألقه اللافت خلال المباريات الأخيرة مع ناديه ستراسبورغ من دوري الدرجة الثانية الفرنسي.