يعقد وزراء خارجية دول الائتلاف ضد «داعش» على هامش مؤتمرهم في لندن اليوم الخميس، اجتماعاً لمناقشة الوضع في ليبيا، حيث جدد الأميركيون أمس، تحذير رعاياهم من السفر الى هناك. ويأتي اجتماع لندن غداة محادثات ثنائية في الشأن الليبي بين وزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والأميركي جون كيري في باريس الأسبوع الماضي. ويتوقع أن يقوّم المجتمعون نتائج الحوار الليبي الذي انطلق في جنيف الأسبوع الماضي، والخطوات التي يتعين اتخاذها لدعم هذا المسار وتعزيز وقف النار. ووصف مصدر فرنسي مطلع اجتماع مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون مع الأطراف الليبية في جنيف، بأنه «معجزة»، لأن الحوار تأجل مرات، ما أدى إلى خفض التوقعات بشأن اجتماع جنيف. وأثنى المصدر على جهود ليون وإصراره لعقد الحوار و»لو غاب عنه المؤتمر الوطني العام» (المنتهية ولايته)، بحجة أن الحوار حصل خارج البلاد. ويُسمع في أروقة الخارجية الفرنسية كلام مماثل للتحذيرات الأميركية، بأنه «إذا فشل مسعى ليون فإن ليبيا ستتجه إلى المجهول». ويعزو الفرنسيون النجاح النسبي للمبعوث الدولي، إلى أن أطرافاً في ليبيا «أنهكت وأدركت أنها لن تحصل على المزيد بالقوة». ورأى المصدر أن القوى الفاعلة في مصراتة اعتبرت أن حكم المحكمة العليا (إبطال برلمان طبرق)، إضافة الى تفوقها على الأرض، سيغيّران موقف المجتمع الدولي لجهة الاعتراف بها، لكن ذلك لم يحصل. وبدت باريس متفاجئة بإعلان المبادئ في جنيف وما رافقه من إجراءات، على هشاشتها، نُسبت الى «غياب بعض الإسلاميين المؤثرين عن حوار جنيف»، ما يثير شكوكاً في ضبط كل الميليشيات. وأشار المصدر إلى أن بعض العناصر المؤثرة، مثل القيادي المصراتي صلاح بادي الذي قاد الهجوم على مطار طرابلس، لم تلتزم بوقف نار. ولكن مسعى ليون يبقى إيجابياً في نظر باريس، التي تشدد على أهمية استمراره، وعلى أن الذين سيقاطعونه سيكونون خاسرين. كما ترى أنه ينبغي على الدول الإقليمية التي تملك تأثيراً على الإسلاميين، مثل تركيا وقطر، أن توجه لهم رسائل إيجابية لمصلحة المشاركة، كما ينبغي على الدول التي تملك تأثيراً على برلمان طبرق، مثل الإمارات ومصر، أن تدفعه في اتجاه التفاوض. وخلال الصيف الماضي، تبنى مجلس الأمن القرار 2174 الذي ينص على فرض عقوبات على من يخرق وقف إطلاق النار ومن يعرقل الحل السلمي في ليبيا، وتعزو باريس عدم تنفيذ القرار حتى الآن إلى أنه لم يكن هناك مسار تفاوضي، لكن مع انطلاق مسار ليون «أصبح التنفيذ وارداً». ورأى مصدر فرنسي آخر مطلع على التطورات في ليبيا، أن مشكلة الوضع الأمني تطرح تساؤلات حول كيفية معالجة التهديدات. ورأى أنه «على الصعيد السياسي، تنبغي زيادة الضغط على الأطراف لدفعها في اتجاه المصالحة، معتبراً أن «أي تدخل عسكري غير نافع في غياب اتفاق سياسي». وأشار إلى أن «القدرة السياسية موجودة في طرابلس والشرعية في طبرق، وهناك حاجة لمصالحة الاثنتين». وشدد على وجوب أن «يؤدي المسار السياسي إلى تشكيل قوة عسكرية قادرة على ضبط الأمن والفوضى في البلاد، خصوصاً أن باريس لا تنظر بإيجابية إلى تحرك اللواء خليفة حفتر، فهو تدخل لضرب الإسلاميين وانتهى بضرب في كل الاتجاهات، ما يعني أنه غير صالح لضبط الأمن في ليبيا». وقال المصدر إن هناك خطورة كبرى في الجنوب الليبي من تواجد عناصر إرهابية مثل الجزائري بلمختار ومجموعاته التي تتدرب هناك وتنشئ روابط مع الشمال. وأشار إلى أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان يحذر من خطورة هذه المنطقة «حتى أنه من مؤيدي تدخل عسكري هناك، لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لا يريد أي تدخل من دون تفويض واضح من مجلس الأمن».