عادت جهود حل الأزمة الديبلوماسية بين الرباطوباريس إلى نقطة الصفر أمس، بعد إلغاء وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار زيارة كانت مقررة إلى فرنسا غداً، بسبب «غياب الإرادة» لدى الجانب الفرنسي، لتطويق مضاعفات الأزمة الحالية وفق مصادر مغربية استندت إلى تصريحات لوزيرة العدل الفرنسية كريستينا طوبيرا انتقدت فيها المغرب بشدة، بخاصة لجهة حظر رسومات كاريكاتورية لملك المغرب محمد السادس، الأمر الذي اعتبرته الرباط «إمعاناً في الإساءة إلى سيادتها وثوابت مرجعيتها». في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، إرجاء زيارة مزوار. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال: «نعمل مع السلطات المغربية لتحديد موعد جديد للزيارة»، موضحاً أن وزير الخارجية المغربي «موضع ترحيب في فرنسا». وكان موقع مغربي مستقل أفاد بأن إلغاء الزيارة «يعود بالدرجة الأولى إلى عدم إحراز أي تقدم في المشاورات التي قد تشير إلى إمكانية تجاوز الخلافات القائمة بين البلدين، بخاصة ما يتعلق منها بقضية استدعاء مسؤولين أمنيين مغاربة من قبل القضاء الفرنسي». وربطت أوساط ديبلوماسية بين إلغاء الزيارة واستضافة المعارض المغربي زكريا المومني، الذي كانت تصريحاته أحد الأسباب التي أدت إلى انفجار الأزمة بين البلدين، في نشرة تلفزيونية لقناة فرنسية شبه رسمية. وكان المومني اتهم رئيس الاستخبارات الداخلية المغربية عبد اللطيف الحموشي بممارسة التعذيب بحق معتقلين، فرفعت السلطات المغربية دعوى قضائية ضده، بتهمة التشهير والإساءة إلى المغرب. كما أشارت مصادر ديبلوماسية إلى وجود «لوبي مناهض» للانفتاح على المغرب داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم. واستبعدت المصادر ذاتها الربط بين عدم مشاركة مزوار في تظاهرة باريس المليونية المناهضة للإرهاب، وبين إلغاء زيارته، إذ أن موقفه كان احتجاجاً على رفع رسوم مسيئة للإسلام، وأن الإعلان رسمياً عن الزيارة جاء في أعقاب ذلك. وميّزت المصادر بين التزامات الرباط في الحرب على الإرهاب وتداعيات خلافها مع باريس، إذ أن تعزيز التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا في الحرب على الإرهاب، يندرج ضمن إطار التزامات الشراكة التي تجمع الرباط وبلدان الاتحاد الأوروبي. على صعيد آخر، قال مزوار إن زيارة رئيس ساحل العاج الحسن واتارا للمغرب، تشكل فرصة لتبادل وجهات النظر في شأن قضايا ذات الاهتمام المشترك، وبحث واتخاذ مبادرات في اتجاه دعم الاستقرار في المنطقة. وعرض إلى التهديدات الأمنية في أفريقيا، مؤكداً أن المحادثات شملت الإرهاب والوضع في مالي ومنطقة الساحل والصحراء والوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى.