سارع أركان الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال حادث الطعن الذي نفذه شاب فلسطيني (23 سنة) من مخيم طولكرم في حافلة ركاب في تل أبيب، أسفر عن إصابة 12 شخصاً قبل إصابة الشاب برصاص جندي، ك»ورقة انتخابية» قبل أقل من شهرين على موعد الانتخابات العامة، من خلال تأجيج مشاعر الشارع الإسرائيلي بالتحريض على الفلسطينيين. ولفت مراقبون إلى أن هذه العملية ستكون حتماً في صلب أشرطة الفيديو الانتخابية لأحزاب اليمين لتبرير رفض الحكومة التفاوض مع السلطة الفلسطينية. (للمزيد) وأعلنت فرق الإسعاف الإسرائيلية إصابة 12 شخصاً، تلقى معظمهم طعنات سكين، بينما جرح آخرون في حالة الهلع التي سادت. ولم يُصغ أحد من قادة الأحزاب لتنبيه زعيمة حزب «ميرتس» اليساري النائب زهافه غالؤون من استغلال الحادثة «للتحريض وتسخين الأجواء لأغراض انتخابية تافهة»، فحمّل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسؤولية بداعي أن العملية هي نتيجة مباشرة «لتحريضه السامّ» على «اليهود ودولتهم»، وحاول استئثار عاطفة المجتمع الدولي من خلال الربط بين عملية تل أبيب و»العمليات الإرهابية التي شهدتها باريس وبروكسيل» بداعي أن «هذا هو الإرهاب نفسه الذي يحاول المس باليهود في باريس وبروكسيل وفي كل مكان». واتفق معه زعيم «إسرائيل بيتنا» المتطرف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يبني حملاته الانتخابية بالتحريض على الفلسطينيين، إذ حمّل أيضاً نواباً عرباً في الكنيست المسؤولية بداعي تصعيدهم احتجاجات فلسطينيي الداخل على سياسة الحكومة، وأنهم «جزء من الذراع التي تهدف إلى القضاء على الدولة اليهودية». أما زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» نفتالي بينيت فلم يتردد في وصف الرئيس الفلسطيني ب»الإرهابي». واستذكر مراقبون حالات سابقة وقعت فيها حوادث طعن أو تفجير عشية انتخابات إسرائيلية صبت كلها في مصلحة اليمين الذي عرف زعيمه بنيامين نتانياهو كيف يستغلها بفضل مهاراته الخطابية. ودان قادة أحزاب الوسط واليسار الصهيوني عملية الطعن، لكنهم سخّروها لمعركتهم الانتخابية، إذ لم يتأخر زعيم «المعسكر الصهيوني» اسحق هرتسوغ عن الوعيد ب «قطع دابر الإرهاب» معيّراً نتانياهو بأنه لا يجوز أن لا يشعر المواطن الإسرائيلي بالأمان لا في القدس ولا في محيط غزة ولا في تل أبيب، وأنه «كرئيس للحكومة المقبلة سيعرف كيف يقوم بتوفير الأمن من خلال أداء أكثر صرامة وإصراراً ضد منظمات الإرهاب ورؤوسها». واتفقت معه شريكته تسيبي ليفني لكنها أضافت أنه «سيكون ممكناً وقف التصعيد من خلال تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع السلطة الفلسطينية في معركتنا العادلة ضد الإرهاب». أما رئيس «شاباك» السابق النائب من الحزب الوسطي «يش عتيد» يعقوف بيري فأشار إلى أن العملية تزيد من أجواء التوتر السائدة في الأيام الأخيرة في الشارع الإسرائيلي في أعقاب عملية تصفية عناصر من «حزب الله» في القنيطرة السورية. وأقرت أوساط أمنية بأن المؤسسة المخابراتية تواجه صعوبات حقيقية في رصد تحرك «المنفِّذ الفَرد» الذي لا يقف وراءه تنظيم، كما حصل مع منفذ عملية أمس الذي أكدت الشرطة أنه تسلل من طولكرم إلى تل أبيب صباحاً بقرار شخصي.