باشر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمس اتصالاته مع قادة الأحزاب الإسرائيلية التي نجحت في اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي (12 حزباً) للاستماع إلى رأيها حول مرشحها لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط توقعات أكيدة بأن يتم ترشيح زعيم «إسرائيل بيتنا» رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتانياهو لتشكيل الحكومة الجديدة بعدما خرج هذا الحزب بفوزٍ نقله إلى المركز في الانتخابات وبعدما حاز مع سائر أحزاب اليمين 61 مقعداً من مجموع 120 وهي غالبية مطلقة. وكان رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي الياكيم روبنشتاين سلّم بيريز أمس النتائج الرسمية للانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، ليعطي بذلك الضوء الأخضر ل «رئيس الدولة» للشروع في الالتقاء مع ممثلي جميع الأحزاب الفائزة بمقاعد برلمانية في الكنيست الجديد. وفي ساعات المساء، دعا بيريز إلى مقره ممثلي الحزبين اللذين خرجا بأكبر عدد من المقاعد: «ليكود بيتنا» (31) و «يش عتيد» (19) على أن يستأنف صباح اليوم اجتماعاته مع ممثلي باقي الأحزاب. وتوقعت أوساط بيريز، الذي لا يملك صلاحيات فعلية لاختيار المرشح على هواه إنما ملزم بتبني موقف الأحزاب، أن لا ينتظر سبعة أيام لتسمية المرشح كما يتيح له القانون إنما سيكلف نتانياهو رسمياً غداً الجمعة أو الأحد على أبعد تقدير. ويبدو نتانياهو المرشح الوحيد أيضاً في أعقاب قرار حزب «يش عتيد» الوسطي بزعامة يئير لبيد (19 مقعداً) و «كديما» برئاسة شاؤول موفاز (مقعدان) دعم ترشيح نتانياهو. كذلك يتوقع أن يدعم حزبا «شاس» (11 مقعداً) و «يهدوت هتوراه» (7) تكليف نتانياهو، كذلك حيال موقف قادة أحزاب «العمل» (شيلي يحيموفتش) و «هتنوعاه» (تسيبي ليفني) و «ميرتس» (زهافه غالؤون) الذين يتمثلون معاً ب27 مقعداً القاضي عدم تسمية مرشح لتشكيل الحكومة، وهو الموقف الذي يتوقع أن يتخذه قادة الأحزاب العربية الثلاثة الممثلة ب11 مقعداً. وبالأرقام يتوقع أن يدعم ترشيح نتانياهو 82 نائباً في مقابل 38 نائباً سيتخذون موقفاً حيادياً. ولا يعني دعم الأحزاب تكليف نتانياهو أنها ستكون شريكة فورية في الحكومة الجديدة، إذ يتيح القانون للمكلَّف تشكيل الحكومة مدة 28 يوماً لإنجاز مهمته بعد إجراء مفاوضات ائتلافية مع الأحزاب الراغب في ضمها، وفي حال تعسر يتيح له 14 يوماً إضافياً. ولم تتضح بعد هوية شركاء نتانياهو في الائتلاف المقبل، وإن يبدو حزب «يش عتيد» الجديد مفاجأة الانتخابات الأخيرة، المرشح الأول للانضمام بعد إعلان زعيمه يئير لبيد استعداده لذلك في حال وافق نتانياهو على شروطه المتعلقة أساساً بإلزام الشبان اليهود المتزمتين دينياً (الحرديم) الخدمة العسكرية مع بلوغهم الثامنة عشرة وبتخفيف العبء الضريبي عن الطبقات الوسطى وبتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين. ويبدو الحزب الديني الصهيوني «البيت اليهودي» الداعم للاستيطان مرشحاً للانضمام للحكومة الجديدة بصفته «شريكاً تاريخياً» لحزب «ليكود» في التوليفات الحكومية التي قادها الأخير. كذلك أعلن موفاز استعداده الانضمام إلى الحكومة الجديدة. أما العثرة ألأكبر التي قد يواجهها نتانياهو فتتمثل في إقناع حزبي «الحرديم» (شاس ويهدوت هتوراه) شريكيه في غالبية الحكومات السابقة الانضمام لحكومة تتضمن خطوطها العريضة طلب لبيد تجنيد الشبان «الحرديم». ويحاول قادة «شاس» التوصل إلى صيغة وسطية حول هذه المسألة فيما يرفض «يهدوت هتوراه» أي تعديل على الوضع القائم الذي يعفي الشبان «الحرديم» من الخدمة الإلزامية، وعليه يبدو أنه لن يكون في الائتلاف الحكومي المقبل. في غصون ذلك كشفت تقارير صحافية أن ثمة تنسيقاً بين «يش عتيد» الوسطي و «البيت اليهودي» اليميني المتطرف بزعامة نفتالي بينيت في شأن الاتفاق حول تجنيد «الحرديم». لكن هذا التنسيق يطرح السؤال كيف يمكن للبيد أن يطالب نتانياهو بتحريك العملية السلمية مع الفلسطينيين وفي الوقت ذاته ينسق خطواته مع «البيت اليهودي» الرافض قطعاً إقامة دولة فلسطينية ويدعو عدد من نوابه إلى ضم المستوطنات إلى السيادة الإسرائيلية.