أعلن الجيش الباكستاني إحكام سيطرته على بلدة كوتكاي، مسقط رأس زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود، وقاري حسين مسؤول العمليات الانتحارية في الحركة، مؤكداً نسف قواته منزليهما. جاء ذلك بعد ثلاثة أيام من القصف الجوي المتواصل على البلدة، ما أوقع خسائر فادحة في صفوف مسلحي «طالبان»، كما أعلن الناطق باسم الجيش الجنرال أطهر عباس الذي نفى ما أوردته وسائل إعلام عن اقتراب الجيش من تحقيق هدفه النهائي في جنوب وزيرستان، استناداً الى تصريحات أدلى بها قائده الجنرال أشفق كياني خلال لقائه مسؤولين حكوميين. وأوضح عباس في مؤتمر صحافي أمس أن الجيش يحاول نقل تجربته في سوات إلى جنوب وزيرستان، ولا يريد الاستعانة بأي جهة خارجية، سواء في الحرب على «طالبان» أو تأمين المساعدات الإنسانية للنازحين، مشدداً على أن قبائل وزيري وأحمد زي شمال وزيرستان وجنوبها تقف مع الحكومة في معاركها ضد «طالبان». وزاد أن الجيش يملك إمكانات لإنهاء العمليات المسلحة لمصلحته من دون الاستعانة بأي جهة خارجية، في إشارة إلى القوات الأميركية في أفغانستان التي أكدت إنها تزود الجيش الباكستاني صوراً جوية لمواقع المسلحين في وزيرستان ومعلومات استخباراتية عن تحركاتهم في المنطقة. تزامن ذلك مع محاولة أميركية لتوسيع رقعة المواجهة في الحزام القبلي الباكستاني، إذ شنت طائرة أميركية من دون طيار غارة صاروخية على بلدة دامادولا مسقط رأس الملا فقير محمد قائد «طالبان» في باجور، اسفرت عن مقتل 22 شخصاً. وأبلغت مصادر قبلية «الحياة» ان القصف الأميركي أستهدف منزلاً لأحد أقارب الملا فقير خزنت فيه «طالبان» كميات من الأسلحة، كما استهدف منزلين مجاورين، ما أدى إلى تفجير الأسلحة المخزنة وجرح عدد من المدنيين. وأضافت المصادر أن اثنين من أقارب الملا فقير قتلا إلى جانب 11 من سكان المنطقة. لكن مصادر أخرى باكستانية كشفت أن الغارة الجوية نفذت لدى لقاء الملا فقير قادة في تنظيم «القاعدة»، وأنه غادر المنزل قبل 10 دقائق من إطلاق صاروخ استهدفه. وتزامنت الغارة مع شروط إضافية وضعها الكونغرس الأميركي على المساعدات المقدمة للجيش الباكستاني، والتي تحاول واشنطن من خلالها إقناع الحكومة المدنية في باكستان بالسيطرة على الاستخبارات العسكرية والجيش الذي هيمن على السياسة أكثر من نصف عمر استقلال باكستان. وكان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني تعهد، خلال لقائه قادة سياسيين في حضور مسؤولي الأجهزة الأمنية المدنية والعسكرية وقادة الشرطة، تلبية المطالب المالية للأجهزة الأمنية لضمان فاعلية تصديها للعمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية في أنحاء البلاد. على صعيد آخر، اتهمت الهند باكستان أمس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار على حدود كشمير. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الجيش الهندي بيبلاب ناث، أن جنوداً باكستانيين أطلقوا النار على مراكز عسكرية متقدمة للجيش الهندي بالأسلحة الخفيفة والرشاشات في منطقة بونش (جنوب)، فجرح جندي هندي في هذا «الهجوم غير المبرر الذي استمر نحو 30 دقيقة». وسبق أن اتهمت الهند الجيش الباكستاني بإطلاق النار على المنطقة لتغطية تسلل المتمردين عبر الحدود، وهذا ما نفته دائماً إسلام آباد.