يشهد الأسبوع الطالع جهوداً حثيثة في صفوف الأكثرية والمعارضة في لبنان لإعداد عدد من اللوائح الانتخابية، فبعضها جاهز ويلقى اعتراضات من مناصري بعض الأطراف الذين يراهنون على أن يسهم «مرور الوقت» في استيعاب تلك الاعتراضات مثلما حصل في طرابلس بالنسبة الى الأكثرية وفي جبيل بالنسبة الى المعارضة، حيث اعترض «مفاتيح» على تركيبة اللائحة بين الساحل والجرد. وفيما ينتظر أن تبقى اللوائح موضوع الاعتراض على حالها، كما في طرابلس وجبيل، فإن استكمال اللوائح في دوائر أخرى ينتظر حسم مقعد أو مقعدين فيها على أن تعلن نهاية الأسبوع المقبل. وهذا يشمل لوائح المعارضة في جبيل والمتن الشمالي وكسروان وبعبدا. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن العماد عون ينتظر صدور دراسات أو نتائج استطلاعات رأي عن بعض الدوائر، لا سيما بعبدا وكسروان ليقرر في شكل نهائي الحسم بين اسمين مرشحين لمقعد ماروني واحد، في كل من بعبدا وكسروان وأنه قد يحسم الأمر بعد العودة من زيارته لروسيا بدءاً من الثلثاء، حيث يجري محادثات مع المسؤولين في موسكو. (راجع ص 6 و7) وفيما أعلن عون قبل سفره عن أسماء مرشحيه على لائحتي المعارضة في الشوف (ترك فيها مقعدين سني ودرزي شاغرين) وعاليه (اقتصر الإعلان عن اسمي مرشحين ل «التيار الوطني الحر» نظراً الى غياب الحليفين الأمير طلال إرسلان ومروان أبو فاضل). وواصل عون هجومه على الأكثرية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس. وقال أمام وفد طلابي «إن هناك مناطق محرومة ومعاقبة سياسياً أو طائفياً ونحن مجبرون على الدفاع عن الناس». وتوجه الى الطلاب قائلاً: «يجب ألا يعود أي واحد من هذه الأكثرية وتكفينا 17 سنة من الدجل والوعود الانتخابية الكاذبة». وعن ترشح السنيورة للانتخابات اعتبر أنه «سيكون محور التحقيق في كل الفترة التي كان يمارس الحكم خلالها والمخالفات كبيرة جداً». وأعلن الرئيس عمر كرامي أمس عن نواة لائحة للمعارضة في طرابلس في مواجهة لائحة تحالف تيار «المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، وضمت الى كرامي خلدون الشريف ونبيل العرجة على أن تستكمل لاحقاً. وشدد كرامي في تصريحات له على وجوب أن يكون للفريق الذي يشكل الأقلية بنتيجة الانتخابات الثلث المعطل في الحكومة المقبلة متوقعاً أن يحصل اتفاق على ذلك قريباً. وتحدث كرامي عن المال الانتخابي الذي يؤثر في مجرى الانتخابات في طرابلس، مشيراً الى أن القانون (في شأن الانفاق الانتخابي) يحدد النفقات «لكن الانفاق يمكن أن يحصر بطرق مختلفة وأحد المرشحين اشترى لمفتاح انتخابي بيتاً وسيارة». وأعلنت الأكثرية أمس عن لائحتها في دائرة الكورة الشمالية في مهرجان خطابي، وهي تضم نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري والنائبين فريد حبيب («القوات اللبنانية») ونقولا غصن، في مواجهة لائحة المعارضة التي تضم فايز غصن، سليم سعادة (الحزب القومي) وجورج عطاالله (التيار الوطني الحر). وقال مصدر معني بإعلان لائحة مرشحي الأكثرية والمستقلين عن دائرة بعبدا إنها ستضم عن الموارنة ادمون غاريوس وصلاح حنين (مستقلان) وإلياس أبي عاصي («الوطنيين الأحرار»)، وعن الشيعة باسم السبع وصلاح الحركة، وعن الدروز أيمن شقير، على أن يتم الإعلان الرسمي خلال الأيام المقبلة مؤكداً أنه يجري صوغ البيان الانتخابي لهذا الائتلاف، فيما تجرى اتصالات مع مرشحين كانوا تقدموا بترشحهم وهم من القريبين للأكثرية، كي ينسحبوا حتى لا يحصل تشتيت لأصوات قوى 14 آذار. وذكرت مصادر المعارضة أن الاتصالات ما زالت مستمرة من جانب «حزب الله» مع العماد عون من أجل التوصل الى تفاهم على المرشح الشيعي في بعبدا، نتيجة التباين الذي ظهر بين عون ورئيس البرلمان نبيه بري على أحد المقاعد الثالثة في جزين والذي كان عون طالب بالحصول عليه، إضافة الى حصوله على مقعدين آخرين بتنازل من بري والحزب. وكان أدى ذلك الى مطالبة عون بالحصول على المقعد الشيعي الثاني في دائرة بعبدا الذي كان مخصصاً لبري. وأفادت معلومات أن إعلان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله أول من أمس التفاهم الكامل مع «أمل» وأن لا خلاف مع «التيار الوطني الحر»، يعبر عن مواصلة الحزب دوره التوفيقي في مناخ من المرونة الذي يؤكد غياب أي خلاف بين أركان المعارضة الثلاثة، حيث ينتظر أن يحدد «حزب الله» الموقع الأفضل الذي يمكن له أن يتنازل فيه لمصلحة العماد عون. وتواصل السجال حور ترشح الرئيس السنيورة في صيدا. وقالت وزيرة التربية بهية الحريري التي ستخوض الانتخابات مع رئيس الحكومة في لائحة واحدة رداً على الحملات التي تناولت ترشح الأخير: «النيابة ليست ملكاً لأحد... والقول إن ترشح السنيورة هو لإقفال بيوت سياسية باطل والانتخابات ليس فيها الغاء لأحد». وشددت على أنه ليس مسموحاً لأحد أن يلعب بالأمن في صيدا.