استحدث وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، إدارة جديدة للتظلم من الطلاب والطالبات المتقدمين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي في خطوة تسعى إلى إعطاء كل ذي حق حقه. ورحّب وكيل الابتعاث في وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالله الموسى بالخطوة، مؤكداً أن الإدارة ستكون مرتبطة بالوزير مباشرة، ولها الحق الكامل في الاطلاع على المستندات وأوراق التقديم للطلبة المتقدمين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وأكد الموسى ل «الحياة» أن إدارة التظلم سيكون مقرها في وكالة البعثات، بهدف قربها من المراجعين، على أن ترتبط مباشرة بمكتب وزير التعليم العالي، موضحاً أن التظلم سيكون محدداً في فرص القبول فقط، أي أن باقي اشتراطات ولوائح الابتعاث معلومة لدى الطلاب والطالبات المبتعثين ومتوافرة على موقع الوزارة على شبكة الانترنت. وحول كيفية أن تكون الوزارة «الخصم والحكم» في آن واحد، أشار الدكتور الموسى إلى أن وكالة البعثات ستكون الطرف الثاني، ويكون المتظلم الطرف الأول، وتحكم بينهما الإدارة المستحدثة والتي ستكون محايدة بحسب ما اعتمده وزير التعليم العالي. ويرى المستشار القانوني خالد الهويدي، أن وزارة التعليم العالي تخطو خطوة مميزة في إقدامها على انشاء إدارة مختصة للنظر في تظلمات المبتعثين وفق أسس قانونية وإجراءات واضحة تحفظ الحقوق وتوضح الواجبات لكل الأطراف المعنية، مؤكداً أن تبني الوزارة لهذه الفكرة الرائدة وتدعيمها بصلاحيات واسعة مرتبطة بوزير التعليم العالي مباشرة هو سبق يحفظ للوزارة عن غيرها من الجهات الحكومية، «ومن الملاحظ أن الوزارة راعت في هذا الجانب اختصار الإجراءات على المتظلمين بالتوجه مباشرة لإدارة التظلمات بدلاً من الخوض في مسيرة طويلة بوقوع اختصاص ديوان المظالم في الدعاوى المرفوعة ضد وزارة التعليم العالي». وطالب الهويدي بتوضيح الآلية التي ستعمل بها الإدارة الجديدة لتظهر للعامة بصورة مبسطة وسهلة بدلاً من التعقيدات والبيروقراطية المعقدة في الطرق النظامية المتبعة في ما يخص التظلمات لدى الجهات الحكومية، مشيراً إلى أن كل ذلك التطوير يحسب للوزارة بتسهيل كل إجراءاتها لأبنائها المبتعثين ومواكبة مسيرة الابتعاث التي تبنتها الوزارة بنجاح. ويؤكد أن الفكرة من الناحية القانونية ملائمة جداً للوزارة، لاحتواء القضايا والدعاوى التي ترفع ضدها أمام ديوان المظالم، والتي قد تتسبب في إشكالات إدارية ومالية للوزارة، ومن الجانب الآخر، أتاحت الفرصة للمبتعث أو الراغب في الابتعاث بالتظلم مباشرة لإدارة اكتسبت صفتها القانونية بالاختصاص بالنظر في تلك التظلمات واتخاذ القرارات المناسبة. يذكر أن عدد المبتعثين وصل إلى أكثر من 70 ألف طالب وطالبة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يدرسون في عدد من الجامعات المرموقة في الولاياتالمتحدة الأميركية، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، اسبانيا، هولندا، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، فرنسا، اليابان، ماليزيا، الصين، الهند، سنغافورة، كوريا الجنوبية.