أوسلو، لندن، باريس، برلين - رويترز - أفاد رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس - خان بأن انتعاش الاقتصاد العالمي قد يبدأ نهاية السنة الحالية، بدلاً من النصف الأول من عام 2010، وفقاً لتوقعات الصندوق الراهنة. وتابع في كلمة ألقاها في أوسلو: «قد يبدأ النمو قبل النصف الأول من 2010، أي في أواخر السنة الحالية». وأضاف أن أحدث توقعات الصندوق تظهر ان النمو العالمي قد يبلغ 3 في المئة العام المقبل، بعد انكماشه بنسبة واحد في المئة هذه السنة. وفي لندن اعلن نائب محافظ «بنك إنكلترا المركزي» بول تاكر ان بريطانيا تواجه خطر نمو اقتصادي ضعيف مع تعافيها من الركود، وإن قوة الانتعاش لن تتضح حتى الصيف المقبل. وتحدث تاكر في كلمة أمام مسؤولين ماليين في لندن، عن ترجيح تفادي كارثة اقتصادية، لكن من المبكر جداً القول إن التضخم سيظل دون المستويات المستهدفة، بسبب فترة من النمو الضعيف. وأشار إلى ان «أحد اكبر الأسئلة هو: هل الانتعاش، بالنظر إلى سياسة الحفز، سيكون ضعيفاً أو إننا نستطيع الوصول إلى النمو اللازم لاستيعاب الضعف في الاقتصاد، والضروري لتحسين الضغوط بهدف تقليص التضخم». وتابع تاكر، أن السؤال يهيمن على المراجعة الفصلية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لتوقعات «المركزي» للنمو والتضخم. وقال «لكنني أخشى ربما ألا نكون اكثر وضوحاً في شكل كبير، في شأن الاتجاهات العامة على الأقل حتى أواخر ربيع أو بداية صيف العام المقبل». لكن يتعين على «المركزي» أن يتخذ قراراً في شأن مستقبل برنامج التخفيف الكمي البالغ قيمته 175 بليون جنيه إسترليني قبل ذلك الموعد، لأن الشريحة الأخيرة من الأموال المخصصة لمشتريات السندات تنفق الأسبوع المقبل. وأوضح ان نطاق ذلك البرنامج يرتكز جزئياً على أساس تجنب كابوس انهيار اقتصادي بدت احتمالات حدوثه تنحسر. وأظهرت بيانات رسمية في بريطانيا أن الاقتصاد البريطاني انكمش في الربع الثالث من السنة الحالية، مبدداً الآمال في انتهاء التراجع، ومسجلا فترة كساد قياسية. وذكر مكتب الإحصاءات الوطني أن الناتج المحلي انخفض 0.4 في المئة في الفترة من تموز إلى أيلول الماضيين، على رغم توقعات محللين بأن يرتفع 0.2 في المئة، ما يعني ان الاقتصاد انكمش للربع السادس على التوالي للمرة الأولى منذ بدء تسجيل البيانات عام 1955. فرنسا أفاد «مكتب الإحصاءات الوطني» بأن إنفاق المستهلكين في فرنسا على المنتجات الصناعية ارتفع 2.3 في المئة في أيلول (سبتمبر) الماضي، متجاوزاً بكثير توقعات ارتفاعه بنسبة 0.5 في المئة، بعد انخفاضه واحداً في المئة في آب (أغسطس) الماضي، في وقت سجل مؤشر مديري المشتريات أعلى قراءة في نحو ثلاث سنوات. من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر «ماركيت» لمديري المشتريات إلى 58.4 في تشرين الاول (أكتوبر) الجاري، وهو أعلى مستوياته في 35 شهراً. وتدعّم إنفاق المستهلكين بدرجة كبيرة بخطط الحفز الحكومية لشراء سيارات جديدة، التي تسببت بزيادة مبيعات السيارات بنسبة 10.2 في المئة بعد انخفاضها خلال تموز (يوليو) وآب الماضيين. الأداء الصناعي في ألمانيا وفي برلين أظهر مسح أن قفزة في الطلب ساعدت الأداء الصناعي الألماني على النمو في تشرين الأول (أكتوبر)، للمرة الأولى في 15 شهراً، ما قاد انتعاشاً طفيفاً في القطاع الخاص الألماني. وأظهر تقدير لمؤشر «ماركت» المجمّع لمديري المشتريات، الذي يقيس قطاعات الخدمات والصناعات التحويلية، نمواً للشهر الثالث على التوالي فسجل 52.6 نقطة، ارتفاعاً من 52.4 نقطة. وارتفع «مؤشر الصناعات التحويلية» من 49.6 إلى 51.1 نقطة، مدعوماً بارتفاع الطلبات الجديدة. وكان خبراء اقتصاد توقعوا ان تبلغ 50.2 نقطة في استطلاع أجرته وكالة رويترز الأسبوع الماضي.