بعد 24 ساعة من ردود الفعل الواسعة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي على مشهد لفتيات صغيرات لم يتجاوزن سن الثامنة يرقصن على إيقاعات موسيقية خلال فقرة من حفلات «مهرجان ربيع بريدة» أول من أمس، صعّدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة القصيم خطابها إعلامياً حول ما حدث في مهرجان ربيع بريدة عبر بيان مطوّل، متوعّدة من خلاله بمعاقبة المسؤول عن فقرة الرقص. وفي حين أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت حاضرة في المهرجان الذي أقيم في بريدة أول من أمس، إلا أنها لم تحرك ساكناً أثناء رقص الفتيات على إيقاع أهازيج ضمن فقرة الأطفال في المهرجان ما دفعها إلى ركوب موجة الانتقادات التي طاولت مسيّري مهرجان ربيع بريدة من بعض المتشددين الموجودين في مواقع التواصل الاجتماعي. واستنكر المتحدث الرسمي باسم الهيئة في منطقة القصيم عبدالله المنصور عبر بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أمس، ما حدث في المهرجان متوعداً ومهدداً بمحاسبة المتسبب في هذه الفقرة، مشيراً إلى أن الهيئة حصلت على تعهد من القائمين على المهرجان بعدم تكرار ذلك، وأن ما تم عرضه من رقص خلال المهرجان سلوك لا يرضي أحداً. وقال المنصور إن المدير التنفيذي للمهرجان أكد لمنسوبي الهيئة عزمهم على تصحيح الخطأ وعدم تكراره مستقبلاً، مضيفاً: «وأكد مدير المهرجان لنا أن ما حصل خارج عن الإرادة وسيتم محاسبة المتسبب». وعلى رغم تغلغل أفراد الهيئة داخل الفعاليات الخاصة بالعوائل وانتشارهم في كل مكان إلا أنهم لم ينكروا هذا الرقص البريء في بداية الأمر لكنهم سرعان ما أصدروا بياناً صحافياً بعد سلسلة من الانتقادات وتناقل مقاطع «فيديو» وصور للفرقة الإنشادية في مواقع التواصل الاجتماعي. وتسابق مغردون في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على المشاركة في «وسم» خصص لحادثة الرقص الشهيرة بعنوان «# رقص _في _مهرجان_بريدة» إذ تنوعت الآراء بين مؤيد ومعارض ومنهم من صب جام غضبة عبر عبارات خادشه للحياء، إذ اعتبروا الفتيات الصغيرات بالنساء المتعريات. واعتبر أحد المتشددين عبر «تويتر» أن ما حدث في المهرجان «عمل منظم لأغراض لا تخفى، لست بالخب ولا الخب يخدعني، ومع أنه سيأتي بإذن الله بعكس ما أرادوا». في حين علّق متشدد آخر، بالقول: «سبحان الله يتهمون من يطالب بالستر بأنه شهواني وكأنهم يمثلون قوم لوط». وبين هذا وذاك قال الكاتب الصحافي يوسف الدخيل «لست مع المشهد ذاته، لكن أن يصور الحدث وكأنه رقص نساء وعري وتفسخ، فهذا مؤلم جداً، إنهن بنات صغيرات لم تتجاوز أعمارهن الثمانية أعوام». يذكر أن المجمّعات التجارية في بريدة وعنيزة تشهد من حين لآخر إقامة مثل هذه النشاطات والاستعراض من فتيات صغار مع أناشيد، وكان آخرها إقامة استعراض في أحد أسواق بريده نهاية الأسبوع الماضي، حضره الكثير ولم يحدث ضجة إعلامية كما حصل في مهرجان ربيع بريدة. قانوني: يجب محاسبة المتجاوزين في «وسم تويتر» استغرب المستشار القانوني المحامي صالح الدبيبي الألفاظ الخارجة والتجني من فقهاء وأكاديميين في الوسم المتداول لموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مشيراً إلى أنه كان من المفترض أن يعلموا الناس التوعية والدعوة إلى الله بالطريقة الحسنة. وقال الدبيبي في حديثه ل«الحياة»: «كل ما في الموضوع بنات صغيرات في صالة عرض نسائية، لكن كل من غرد له مصلحته الخاصة، منهم الحاقد على المهرجان، ومنهم الحاقد على المدينة أحد حاقد على المسؤولين، آخرون يحاولون تفريغ أمراضهم النفسية، وبدليل أن أحد الأكاديميين ضّمن صورة الفتيات الصغار بتغريدته، وكتب هل تريد أن تكون إحداهن زوجتك في المستقبل». واعتبر غالبية المشاركين في الوسم من «المرضى النفسيين»، مضيفاً: «توقعت أن الفنانة نانسي عجرم أو اليساء جاءت للمهرجان، لكن الموضوع صنع من لا شيء، ويجب أن يحاسب كل من غرّد بقلة أدب». وشدد على ضرورة محاسبة كل من كتب في مواقع التواصل الاجتماعي ألفاظاً خارجة عن حدود الأدب وليس محاسبة منظمي المهرجان».