نجح كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود منذ تدشينه في تأكيد تفرده كأحد أهم الكراسي البحثية على المستويين المحلي والإقليمي، من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات، التي استقطبت عدداً كبيراً من المهتمين بقضايا الأمن الفكري من داخل المملكة وخارجها، واستفاد منها الكثير من أبناء المجتمع السعودي. ويشير التقرير الذي صدر عن الكرسي إلى عدد من الإنجازات والمشاريع والبرامج، التي أسهمت في نشر ثقافة الأمن الفكري، وإرساء مفاهيمه على أوسع نطاق، وتفعيل إسهامات البحث العلمي في تعزيز المفاهيم الصحيحة، وترسيخ القيم الإنسانية السليمة، وتحصين المجتمع السعودي ضد الأفكار المنحرفة والسلوكيات المنافية للفطرة السوية. وتضمن التقرير الذي حرص الفريق العلمي للكرسي على إهدائه للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، اعترافاً وتقديراً لعنايته بالأمن الفكري، وتوجيهاته السديدة بتفعيل دور المؤسسات الفكرية والعلمية في هذا الشأن، وأبرز إنجازات الكرسي في بناء الهوية الأساسية للكرسي والأطر العامة له، وتحديد الأهداف المراد تحقيقها على أسس علمية، ورسم الخطط المستقبلية اللازمة لذلك، وتشكيل فريق علمي نسائي مساند، برئاسة الدكتورة وفاء بنت عبدالله الزعاقي، واستقطاب عدد من طلاب الدراسات العليا، لتقديم بحوث علمية تغطي جملة من جوانب الأمن الفكري، وإصدار عدد من الكتب والدراسات في مجال الأمن الفكري، فضلاً عن إنشاء موقع إلكتروني للتعريف بالكرسي وأهدافه وأنشطته، وتعزيز التواصل مع جميع شرائح المجتمع. وتنوعت أنشطة الكرسي لتحقيق أهدافه، من خلال تنظيم عدد كبير من المحاضرات وورش العمل والندوات والدورات التدريبية واللقاءات، وبدأت تلك الأنشطة بمحاضرة الأمن الفكري في ضوء مقاصد الشريعة لرئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إضافة إلى عقد ملتقى الأمن الفكري، بالتعاون مع كلية المعلمين في الرياض مرتين تحت رعاية المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إضافة إلى إنجاز عدد من الدورات التدريبية وحلقات النقاش المتنوعة ذات الصلة بمهددات الأمن الفكري وسبل تعزيزه. وتواصلت أنشطة الكرسي وإنجازاته، من خلال عقد عدد من ورش العمل والملتقيات المتخصصة التي استهدفت النساء والرجال، منها ورشة نسائية بعنوان «مؤشرات التطرف الفكري لدى الأبناء»، وورشة تعزيز المناعة الفكرية على «الإنترنت»، وندوة علمية استمرت ثلاثة أيام بعنوان «دور الأسرة في تعزيز الأمن الفكري لدى الأبناء». وتوّج كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري إنجازاته خلال العام الحالي 1430ه بإقامة المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري بعنوان «المفاهيم والتحديات»، كما قطع شوطاً كبيراً في إعداد الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري، إضافة إلى إنجاز بعض البحوث الفردية لأعضاء الفريق العلمي للكرسي ومنها الإقناع القسري للدكتور دخيل بن عبدالله الدخيل الله، والمقررات الدراسية الدينية، والأمن الفكري للدكتور محمد بن عبدالله الوهيبي، والمناقشة الذكية... كيف تناقش الأفكار وتفحص الحجج للدكتور خالد بن منصور الدريس، والخطاب الفكري على «الانترنت» للدكتور فايز الشهري. كما تبنى الكرسي دعم وتمويل عدد من البحوث لطلاب الدراسات العليا في مجال الأمن الفكري، ومنها رسالة ماجستير بعنوان «مسائل التكفير عند جماعات العنف المعاصرة» للطالب إبراهيم العايد، ورسالة دكتوراه بعنوان «موقف علماء المملكة من التيارات الفكرية الوافدة» للطالبة فتحية القحطاني. وشارك الكرسي في عدد كبير من الفعاليات العلمية ذات الصلة، مثل ورشة سياسات مكافحة الإرهاب المحور الفكري في معهد الدراسات الديبلوماسية في وزارة الخارجية، والحلقة النقاشية بعنوان «الشباب والصيف في المركز الوطني لأبحاث الشباب»، وندوة الأسرة المسلمة في عصر العولمة. وأوضح المشرف العام على الكرسي الدكتور خالد الدريس، أن ما أنجزه الكرسي منذ تدشينه هو ثمرة عناية وتوجيهات الأمير نايف بن عبدالعزيز، ومتابعة مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، مؤكداً أن هذه العناية الكريمة هي خير حافز لمضاعفة الإنجازات، واستكمال وضع الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري، التي نتطلع إلى أن تقدم رؤية متكاملة لقضايا الأمن الفكري نظرياً وعلمياً، مع التركيز على البرامج العملية المرتبطة بأرض الواقع، ورصد أي متغيرات أو مستجدات تتعلق بالأمن الفكري على المستويات كافة.