حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من نقل الصراعات القائمة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط إلى بلاده. وقال إن «الإسلام المتطرف يترعرع على كل أشكال الظلم والنزاعات التي لم تسوَّ»، فيما استمرت أجواء التوتر في باريس إثر تعمد سائق سيارة دهس شرطية أمام القصر الرئاسي. ووعد الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، في مقال مشترك نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية عشية زيارة الأخير لواشنطن، بتشكيل جبهة موحدة ضد الجهاديين، علماً بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وصل الى باريس أمس لتأكيد دعم واشنطن. (المزيد) في الوقت نفسه سقط عدد من القتلى في مدينة فيرفيي شرق بلجيكا في عملية ل«مكافحة الارهاب» نفذتها وحدة خاصة في الشرطة البلجيكية وفق ما اعلنت وسائل اعلام بلجيكية. وقالت مصادر قريبة من الحكومة البلجيكية لوكالة «فرانس برس» ان «العملية جارية». واضاف احد المصادر «نحن في سياق عمل جهادي»، بينما اشارت قناة «ار تي بي اف» العامة الى سقوط ثلاثة قتلى. لكن وكالة «رويترز» تحدثت عن سقوط قتيلين خلال العملية ضد خلية عاد اعضاؤها أخيراً من سورية. ولم يؤكد اي مصدر رسمي على الفور هذه الحصيلة. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي قال شهود انهم رأوا انتشارا لعناصر الشرطة قرب وسط المدينة. وتحدث آخرون عن شرطيين ملثمين و«انفجارات» و«اطلاق نار». وفي ألمانيا، واصلت المستشارة في خطاب ألقته أمام البرلمان دفاعها عن المسلمين في بلدها في وجه الحركات المناهضة لهم، مؤكدة أن حكومتها لن تسمح لأحد بزرع انقسام داخلي. وقالت: «المسيحية بلا شك جزء من ألمانيا، واليهودية أيضاً، كما أصبح الإسلام أيضاً جزءاً من البلاد، وأكثرية الألمان ليسوا أعداءً للإسلام». وأضافت: «لن يختفي الإرهاب بين ليلة وضحاها، فهو موجود دائماً»، مذكرة بمعسكرات الاعتقال النازية، ومعسكر «غولاغ» الروسي، وجرائم قتل الأجانب في ألمانيا، وقطع مقاتلي تنظيم داعش الرؤوس في العراق وسورية». وليل الأربعاء تجمع في كولونيا آلاف الرافضين لشعارات حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» (بيغيدا)، التي لم تحشد إلا 150 محتجاً في المدينة ذاتها. لكن «بيغيدا» أعلنت لاحقاً فتح فرع لها في إسبانيا، فيما تتواجد أخرى في النمسا والنروج والسويد وسويسرا. وفي رسالة إلكترونية، قال الفرع الإسباني ل «بيغيدا»: «نعد لتظاهرة في إسبانيا» التي تضم نحو ألف مسجد ومركز ثقافي وقاعات صلاة لحوالى مليوني مسلم. وطعن إريتري (20 عاماً) حتى الموت في دريسدن مركز الاحتجاجات ضد المسلمين والمهاجرين. وقال مكتب إدعاء الولاية «عثر على الإريتري الذي كان يسعى للحصول على اللجوء السياسي ميتا في شارع صباح الثلثاء». ورفض متحدث باسم الشرطة التعليق لكن المدعين قالوا إنه جرى تكليف 25 شرطيا سريا بإجراء تحريات بشأن القضية. وقال هولاند في افتتاح ندوة نظمها معهد العالم العربي بباريس بعنوان «تجدد العالم العربي»: «تقف فرنسا وراء مبادرات تهدف الى حل نزاعات في ليبيا والعراق وسورية واليمن والصومال من دون نسيان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وستتحمل مسؤولياتها إذا اقتضى الأمر». واعتبر أن المسلمين «هم الضحايا الأول للتعصب والتطرف وعدم التسامح، وفي كل زياراتي للعالم العربي أعيد التذكير بأن الإسلام مطابق للديموقراطية، وأنه يجب رفض كل أشكال الخلط». وأكد أن الفرنسيين المسلمين يتمتعون بحقوق جميع المواطنين وواجباتهم، وأنه تجب حمايتهم بمساهمة العلمانية التي تحترم كل الأديان. وشدد على ضرورة الحفاظ على النظام بحزم وحماية كل دور العباد من كُنُس وكنائس ومساجد. كذلك شدد على أن كل اعتداء يستهدف ديناً معيناً «تجب مواجهته ومعاقبته بصرامة، وكل الأعمال المعادية للسامية والعنصرية يجب أن تكون قضية وطنية». وشكر مسؤولي العالم العربي الذين شاركوا في المسيرة الوطنية تضامناً مع ضحايا الاعتداءات «لأن حضورهم أكد التضامن بين ضفتي المتوسط، حيث المصير مشترك». وأشاد ببادرة الشابة السورية زينة إبراهيم التي رفعت وسط دمار مدينة حلب لافتة كتب عليها «أنا شارلي» لتقول لا للهمجية. وأوضح هولاند أن فرنسا قررت التحرك في العراق «لأنه من الضروري وقف داعش، وسنتخذ مبادرات أخرى لضمان أمننا، علماً أن استمرار النزاعات وتدفق اللاجئين إلى أوروبا سيؤدي الى فوضى اقتصادية ويهدد الأمن والنمو». إلى ذلك، استكملت قوات الأمن انتشارها حول المواقع الحساسة في إطار خطة الإنذار الأقصى التي اعتمدت بعد اعتداءات باريس. كما جرى تعزيز الأمن حول المقار الرسمية، وبينها قصر الرئاسة، حيث أصيبت شرطية بجروح بعدما دهستها سيارة في شارع محيط بالقصر. وأوضحت الشرطة أن سائق السيارة شاب في ال19 من العمر وضع قيد التحقيق مع راكب آخر رافقه. ووصفت الواقعة بأنها حادث سير عادي لا يرتبط باعتداءات باريس. ومع استمرار التهافت على أكشاك بيع الصحف لشراء العدد الأخير من مجلة «شارلي إيبدو» التي جددت إساءتها للإسلام بعدما هاجم الشقيقان شريف وسعيد كواشي مقرها وقتلا 12 شخصاً، لم يخفِ مسؤولو الجالية المسلمة امتعاضهم من المجلة. وقال رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة دليل بوبكر: «ما نشرته مثير لحساسية المسلمين»، في حين رأى رئيس اتحاد المنظمات المسلمة اليهودية عمار الأصفر، أنه من الضروري احترام حرية التعبير، ولكن هذه الحرية يجب أن تشمل كل من تصدمه رسوم مسيئة، ومنحه حق التعبير عن ذلك».