أعربت إسرائيل عن بالغ قلقها من الاتفاق المتبلور بين ايران ووكالة الطاقة النووية. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود براك أنهما أعربا عن قلقهما من الاتفاق خلال اجتماعهما أمس في القدس مع سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس وحذرا من أن يمنح الاتفاق الشرعية لايران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بوسائل بديلة يتيح لها تطوير قنبلة نووية. وشدد الاثنان على وجوب مراقبة الغرب النشاط النووي الايراني بداعي أن ايران خدعت الأسرة الدولية في الماضي ويجب مواصلة التلويح بفرض العقوبات الدولية على طهران في حال عزفت عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية. ونقلت عن باراك قوله إنه "يجب المضي قدما في الاستعدادات لتشديد العقوبات الدولية على حكومة طهران اذا تبين خلال الأشهر القليلة القادمة أنها لا تتعاون بشكل كامل مع الأسرة الدولية". واقترح باراك على رايس عدم استبعاد أي خيار بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية اذا تبين في نهاية المطاف ان ايران تخدع الغرب. وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية فإن ايران ستواصل بذل مساعيها لتطوير برنامجها النووي وتحديداً في ما يتعلق بإنتاج القنبلة النووية بصرف النظر عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووصفت "يديعوت أحرنوت" الاتفاق بأنه قنبلة موقوتة". وكتبت ان مصدر القلق يعود إلى أن ايران ستواصل سرا سباقها للحصول على اسلحة نووية وفي موازاة ذلك قد تطالب بفرض رقابة على "النووي الاسرائيلي". وتابعت أنه رغم إعلان باراك ان ثمة خيارا عسكريا أمام إسرائيل فإن خبراء إسرائيليين يعتقدون بان الاتفاق سيحول دون القيام بعمل عسكري. واتفق معلقون بارزون على القول إن "إسرائيل هي التي ستدفع ثمن الاتفاق". وكتب اليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت" أنه يجب على إسرائيل أن ترى في الاتفاق بين الوكالة وايران ليس ضوءاً في آخر النفق "إنما هو ضوء قطار مسرع نحونا وينذر بكارثة"، تتمثل بمطالبة إسرائيل بإخضاع منشآتها النووية للرقابة. وشن هجوماً عنيفاً على رئيس الوكالة الدولية محمد البرادعي بداعي انه "متعاون" مع ايران ويريد تحقيق الحلم العربي بتجريد اسرائيل من السلاح النووي. وتابع ان ايران لن تتنازل عن تخصيب اليورانيوم وبلوغ قدرات نووية. ورأى روني برغمان ان الاتفاق يكبل يدي إسرائيل في توجيه ضربة عسكرية "إذ سيكون صعباً في الواقع الناشئ فرض عقوبات على ايران أو اتخاذ قرار في مجلس الأمن بمقاطعتها إذ ستدّعي انها امتثلت للقرارات الدولية. وأضاف أن ايران ستكسب من الاتفاق الوقت لتواصل العمل سراً لبلوغ القنبلة النووية، كما أنه يظهرها على أنها تتعاون مع المجتمع الدولي. وزاد ان الاتفاق يقر بحق ايران في أن تملك اليورانيوم المخصب. وختم أن ما تخسره ايران من هذا الاتفاق هو أنه يعزز الرقابة الدولية عليها ويؤخر برنامجها النووي لكن من دون أن يوقفه. وكتب يوسي ميلمان في "هآرتس" ان الاتفاق يعني أن الخيار العسكري ضد ايران ابتعد أكثر فأكثر وأنه يوجه ضربة قوية لاحتمال أن تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري ضد ايران. من جهته كتب تسفي بارئيل أن الاتفاق يخرج ايران من عزلتها الدولية ومن شأنه أن يدفع بايران إلى الحضن الدافئ للمجتمع الدولي.