استضافت العاصمة السودانية الخرطوم اجتماعاً ضمّ الطرفين المتحاربين في جنوب السودان برعاية الصين، حيث اتفقا على «العمل فوراً لوضع حد للمعارك» التي تجتاح البلد منذ سنة. وصرح وزير الخارجية السوداني علي كرتي بأن الجانبين توافقا «على العمل فوراً على وقف الحرب وتنفيذ الاتفاقات الموقَّعة، وتسريع وتيرة مفاوضات تشكيل الحكومة الانتقالية والقيام بالإجراءات التي تخفف حدة الأوضاع الانسانية». وأضاف عقب انتهاء الاجتماع التشاوري أن الطرفين «وافقا على ضمان سلامة الأفراد والمؤسسات ومساعدتها على اداء دورها». وقال كرتي أن «الصين بدأت هذه المشاورات أثناء زيارة وزير خارجيتها وانغ يي إلى السودان، حيث تقرر جمع الفرقاء في جنوب السودان مع وفد من إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا) بهدف التشاور حول كيفية دعم جهود السلام في الدولة الفتية». من جهة أخرى، قال وزير خارجية الصيني إن «هذه المشاورات الخاصة ليست بداية جديدة، بل تهدف إلى دعم جهود إيغاد وعملية السلام في جنوب السودان، ونركز فيها على الحفاظ على عملية السلام والتحضير الجيد لقمة إيغاد القادمة». وشارك في الاجتماع التشاوري ممثلين عن السودان وجنوب السودان بطرفيه الحكومة والمعارضة، ووزير خارجية اثيوبيا تادروس ادنهاوم وكبير وسطاء «إيغاد» سيوم مسفين. في المقابل، أعلن كبير مفاوضي المعارضة المسلحة في جنوب السودان تابان دنغ للصحافيين أن «أهمية هذا الاتفاق هي أنه بعث فينا روحاً لإيجاد الحل الدائم ونحن ملتزمون بما اتفقنا عليه من وقف الاقتتال. وهذا الاتفاق يبعث برسالة لكل العالم مفادها أن هذه المشكلة أفريقية وضروري حلها ضمن الأطار الأفريقي». في سياق متصل، أعلن الأمين العام المساعد المكلف شؤون حقوق الإنسان لدى الأممالمتحدة ايفان سيمونوفيتش أن المنظمة الدولية تخشى عدم بحث تقرير للجنة تحقيق تابعة للاتحاد الأفريقي حول الحرب في جنوب السودان كما هو مقرر بمناسبة القمة المقبلة للاتحاد نهاية كانون الثاني (يناير). وقال سيمونوفيتش: «نعتقد أنه من الضروري طرح هذا التقرير خلال قمة الاتحاد الأفريقي ولكن أن يُنشر أيضاً بعد ذلك». وسيشارك الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في قمة الاتحاد الأفريقي المقررة من 29 إلى 31 كانون الثاني (يناير) الجاري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا والتي ستُخصَص بشكل أساسي للنزاع في جنوب السودان. وسيتوجه سيمونوفيتش إلى جوبا بعد القمة كما ينوي زيارة مدينتي ملكال وبانتيو في الشمال. في سياق آخر، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أول من أمس، استعادة مناطق في دارفور وجنوب كردفان من المتمردين في عمليات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الجنود. وقال سعد: «تمكنت القوات المسلحة مساء الإثنين من طرد فلول متمردي ما يُسمى بحركة تحرير السودان التابعين لأركو مناوي من منطقة أبو لحا في ولاية شمال دارفور». وأضاف أن الجيش استعاد أيضاً منطقة أبو قمرا. وزاد أن الجيش استعاد منطقتي القنيزيعة شمال شرقي كادوقلي وأنقارتو في الجانب الشرقي لمنطقة كاودا في ولاية جنوب كردفان.