أمهل أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» الحكومة مدة 48 ساعة قبل بدء التّصعيد الذي سيشمل إقفال كل الطرق المؤدية إلى العاصمة بيروت بالتزامن مع قطع طريق القلمون في الشمال بعد تهديد «جبهة النّصرة» أول من أمس بقتل أحد العسكريين على موقعها على «تويتر» تحت عنوان: من سيدفع الثمن؟. وعزّز الأهالي قطع طريق السراي الحكومية في قلب بيروت بأسلاك شائكة بعدما قطعوها مساء أول من أمس بسواتر حديدية. ويعتبر أهالي العسكريين الذين عاودوا اعتصامهم في ساحة رياض الصلح وبناء خيمهم التي تهدّمت بفعل العاصفة أن «العملية الأمنية التي نفّذها وزير الداخلية نهاد المشنوق في سجن رومية لم تأت في وقتها المناسب إذ استفزّت الخاطفين، خصوصاً بعد التسهيلات التي قدّموها بالسماح لهم بزيارة أبنائهم قبل أكثر من أسبوع». في وقت أكّد لهم الشيخ مصطفى الحجيري في اتّصال معه كما أفاد بعضهم «الحياة» أمس أنه سيحاول جهده إقناع الخاطفين بالتريّث في أي خطوة حيال المخطوفين ولكن «لا أعرف مدى تأثيري عليهم في ظل درجة استفزاز الحكومة لهم». وفقد الأهالي الاتّصال بعناصر «جبهة النصرة» في جرود عرسال-القلمون منذ إعلان تهديدها وعدم تلقّيهم أي تطمينات أو اتّصالات من وزراء يتابعون الملف. وناشد نظام مغيط، شقيق المعاون المخطوف لدى «داعش» ابراهيم مغيط، باسم أهالي العسكريين «هيئة العلماء المسلمين التدخل السريع لاستدراك أي رد فعل يمكن أن يحصل للعسكريين لدى النصرة رداً على العملية الأمنية في سجن رومية». أما صبرين كرمبى عمر، زوجة الرقيب أول المخطوف لدى «النصرة» فتحتفل بعيد ميلاد زوجها ال 36 بمفردها، لافتة إلى أنها «لم تر زوجها منذ 27 تشرين الأول في فيديو وحتّى أنه لم يُسمح لي برؤيته حين أبلغتنا النصرة أن بإمكاننا زيارة ذوينا بحجة أني أعرف طرق عرسال كوني منها». ولفت طلال طالب والد المخطوف لدى «النصرة» محمد إلى «أن المفاوضات منذ 6 أشهر ما زالت عند الصفر». وقال: «بعدما لبينا طلب الرئيس تمام سلام بالابتعاد عن الإعلام، رأينا أن البعد أدى إلى توجيه السلاح نحو رؤوس أولادنا»، داعياً «الشيخ الحجيري الذي قدمنا له التهاني بعودة ابنه، إلى أن يتدخل بملف أولادنا ونحن مستعدون لتنفيذ أي شيء تطلبونه من البقاع». وكان الأهالي استكملوا جولتهم الروحية، والتقى قسم منهم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان يرافقهم الشيخ عباس زغيب الذي قال: «أكد لنا الشيخ قبلان أنه يجب تضافر كل الجهود المحلية والإقليمية لإطلاق سراحهم ولا يجوز المماطلة والتسويف». ونقل عن قبلان «تأكيده ضرورة أن تبذل الحكومة التركية مساعيها لما لها من دور فاعل ومؤثر في حل هذه القضية، ونسمع أن الحكومة اللبنانية لديها أوراق قوة تدعي أنها تملكها فعلى الحكومة أن تستعملها». كما أطلع الوفد، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على أجواء الملف. وتمنى الوفد عليه «مد يده معهم باتجاه رئيس جبهة النضال الوطني (وليد جنبلاط) ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والحكومة». وطالب الأهالي الوزراء «طالما أصبحتم يداً واحدة بأن تجتمعوا على ملف أبنائنا لإعادتهم في أقرب وقت». ودعا الأهالي وزير الإعلام رمزي جريج إلى «الوقوف إلى جانبهم كما وقف إلى جانب ضحايا الجريمة في فرنسا».