نفَّذ أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» في جرود عرسال تهديدهم بالتخلّي عن التحرّكات السلميّة واللّجوء إلى التّصعيد. وقطعوا أمس الطريق الدولية في ضهر البيدر بالاتجاهين بالاطارات المشتعلة ووضعوا كومين من الأتربة والحجارة في وسط الطريق عند مفرق نبع الصحة - فالوغا «حتى الافراج عن أبنائنا» ما يعني قطع الطريق كلياً نحو الجبل وبيروت. وبقيت أمام المواطنين طريق زحلة - ترشيش - ضهور الشوير. إلا أن سلسلة الاتصالات التي تلقاها الأهالي من وزير الداخلية نهاد المشنوق ومن المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلاً بكبار الضباط في قوى الامن أسفرت عن فض الاعتصام وفتح الطريق أمام السيارات بعد قطعها لخمس ساعات من الساعة الثامنة والنصف صباحاً حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً. وأعلن أهالي اثني عشر عسكرياً من الجيش وقوى الامن المشاركين في الاعتصام من البقاع الشمالي والأوسط والغربي إضافة إلى عائلة الجندي سيف ذبيان من الشوف في بيان مشترك لحظة فتح الطريق أنه «حرصاً منا على مصالح الأهل كافة سنفتح الطريق شعوراً منا بالمسؤولية تجاه أهل الوطن»، معتذرين من المواطنين. وتركوا باب التحرك مفتوحاً على كل الاحتمالات وتحويل التحركات إلى خطوات تصعيدية. ولفتوا إلى أن «غداً هو يوم آخر». وأكدوا أن «هذا اليوم هو يوم استحقاق وبداية طريق لتحرير الأسرى كافة ونشدّ على أيدي وزير الداخلية»، مطالبين إياه ب»الوفاء بوعده مثل ما وعدنا سابقاً». وكانت والدة الجندي المخطوف علي البزّال توجّهت خلال الاعتصام إلى الشيخ مصطفى الحجيري مطالبة إياه ب»أن يحن على العسكريين لأنك والدهم ونريدك أنت أن تأتي بهم لأننا لا نريد حكومة بعد الآن». وقال والد العريف المخطوف في قوى الأمن الداخلي ميمون جابر: «أريد ابني الذي ليس لدي غيره فليتحمّلوا مسؤوليتهم»، محذّراً من «إشعال كل المنطقة في حال لم يفرج عن ابني». وتوجّهت شقيقة العريف سليمان الديراني إلى العماد ميشال عون مطالبة إياه ب»التنحي والعودة إلى منفاك». وقالت لوزراء «أمل» و»حزب الله»: «من يمثلني هو من يعيد أخي ورفاقه سالمين اليوم قبل غد». وتوجّهت إلى تنظيم «داعش وعلى رأسه البغدادي وجبهة النصرة وعلى رأسها أبو مالك التلة: أولادنا أمانة فلا تسمحوا بأذيتهم وأعيدوهم. وإلى الشيخ مصطفى الحجيري: لست من يتحمل المسؤولية وأنت من أعاد الحرية إلى 13 عسكرياً». وفيما قال حسن ذبيان والد الجندي سيف:» لا تعنينا الطريقة التي ستتم فيها المقايضة إن كانت تحت الطاولة أو فوقها، بل ما يهمنا أن تتم»، حذّر معتصم من أنه «إذا أريقت أي نقطة دم من أي عسكري فوق بعد الان فلا تفكّر الدولة أنها سترتاح هي وأولادها... فمثلما نحن نتألم بفقدان أبنائنا سنؤلمهم بأولادهم... شرف العسكريين في المغاور يساوي الدنيا كلها. أي وزير وأي نائب يرفض المقايضة فليظهر ويقول لنا لنتصرّف معه». وتكرر مشهد قطع الطرق على أوتوستراد القلمون الذي يربط طرابلسببيروت بشكل جزئي وبوتيرة أخف من مشهد ضهر البيدر إذ قطع اهالي العسكريين في الشمال الذين أزالو خيمتهم من ساحة الشهداء، المسلك الشرقي من الطريق بعدما نصبت عائلة المعاون ابراهيم مغيط خيمة أول من أمس على الاتوستراد، فيما أبقوا على المسلك الآخر وطريق فرعية سالكين. وبدا طفلا المجنّد المخطوف خالد مقبل من فنيدق في الخيمة. وأكّد نادر شقيق المعاون ابراهيم مغيط أن «التحرك سيظل قائماً حتى يعود أسرانا والباقي على الله»، مطالباً « الرئيس تمام سلام كونه المسؤول الاول والاخير عن الموضوع بأن يفيدنا بأسماء من يعطلون المفاوضات». تسريع المحاكمات وفي سياق متّصل، عرض وزير العدل أشرف ريفي مع النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، مسار تسريع محاكمات الاسلاميين في سجن روميه وغيرها من المحاكمات. وأثنى على «الجهد الذي يبذله القضاء لختم هذا الملف». واتهم قاضي التحقيق العسكري فادي صوان في 3 قرارات اصدرها أمس 7 أشخاص بينهم 3 فلسطينيين أحدهم موقوف والآخرون لبنانيون فارون جميعا وأحالهم أمام المحكمة العسكرية للمحاكمة سنداً الى مواد تصل عقوبتها القصوى إلى الإعدام. واتهم في القرار الأول 3 فلسطينيين ولبناني بتجنيد أشخاص للقتال في صفوف «جبهة النصرة» في مخيم عين الحلوة . كما اتهم في القرار الثاني اللبناني مثنى عدوان الأسعد بالانتماء إلى تنظيم «داعش» فيما اتهم في القرار الثالث فارين من عرسال بتزويد إرهابيين سوريين بأسلحة وذخائر وتهريبها إلى سورية. وطالبت «هيئة العلماء المسلمين» الدولة ب «إطلاق سراح جميع المظلومين في سجن رومية أو إعلان عفو عام». وقالت لأهالي العسكريين المخطوفين، إن «الحل ليس عند الحكومة اللبنانية ولا القطرية، بل عند من يعيق التفاوض داخل الحكومة». وطالبت ب «تشكيل خلية حل وليس خلية أزمة».