أمرت السلطات اليمنية أجهزة الأمن بتشديد إجراءات الحماية حول المنشآت الحيوية خشية الهجمات المتصاعدة لتنظيم «القاعدة». واغتال مسلحان مجهولان يُعتقد أنهما من التنظيم ضابطاً في مدينة إب فيما شهدت مدينة عدن (جنوب) عصياناً محدوداً دعا إليه ناشطو «الحراك الجنوبي» المطالبين بالانفصال عن الشمال. في غضون ذلك واصلت جماعة الحوثيين حشد مسلحيها على تخوم محافظة مأرب النفطية (شرق صنعاء) مقابل حشود مضادة لمسلحي القبائل المناهضة للجماعة في المحافظة على رغم توجيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتشكيل لجنة برئاسة وزير الدفاع لإنهاء التوتر المتصاعد منذ أسابيع. وكانت الحكومة جددت في اجتماع طارئ الأحد رفضها التدخل غير القانوني للمسلحين الحوثيين في شؤون المصالح والمؤسسات الحكومية، وقالت في بيان إنها «ترفض رفضاً كاملاً أي تدخل في أداء وعمل مؤسسات الدولة مهما كانت المبررات والحجج، لأن ازدواجية السلطة والمهام بين الرسمي وغير الرسمي لن تحقق سوى العشوائية والفوضى وتكريس الفساد بدلاً من محاربته». وأعلنت وزارة الداخلية أنها وجهت «الأجهزة الأمنية والمصالح والوحدات الأمنية في أمانة العاصمة كافة وبقية محافظات الجمهورية برفع الجاهزية وأخذ الحيطة والحذر في جميع المرافق الحكومية المهمة إلى جانب تكثيف عمليات الحراسة والمراقبة ونشر الدوريات والتأهب لمواجهة أي اختلالات أمنية». وأفاد شهود في عدن (كبرى مدن الجنوب) أن المدينة شهدت أمس عصياناً محدوداً دعت إليه فصائل «الحراك الجنوبي» المطالبة بالانفصال عن الشمال، ما أسفر عن إغلاق شوارع رئيسة بالحجارة والإطارات المشتعلة، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريق المحتجين باستخدام قنابل الغاز وخراطيم الماء. وكان الناشطون الجنوبيون قرروا قبل ثلاثة أسابيع جعل كل يوم اثنين يوماً للعصيان في عموم مدن الجنوب في سياق تصعيدهم من أجل مطالبهم في استعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل الوحدة مع الشمال في 1990. على صعيد آخر أفرجت جماعة الحوثيين أمس عن القيادي في جهاز الاستخبارات اليمنية العميد يحيى المراني بعد مرور أكثر من أسبوعين على قيامها باختطافه من منزله في صنعاء واقتياده إلى مكان مجهول في وقت كانت أسفرت ضغوطها على الرئيس هادي عن تعيين أحد الموالين لها في منصب المراني. كما أعلنت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني اغتيال ضابط في مدينة إب وقالت إن «مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية أطلقا الرصاص على العقيد عباس المغربي مدير مركز المعلومات في إدارة أمن محافظة إب أثناء خروجه من منزله متوجها إلى مقر عمله في مركز المحافظة». ويعيش اليمن في ظل تدهور أمني وتصاعد لهجمات تنظيم»القاعدة» في وقت أصبحت جماعة الحوثيين هي المتحكم في القرار السياسي للدولة منذ سيطرتها على صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي واجتياحها لاحقاً أغلبية المحافظات الشمالية والغربية.