اغتال مسلحان يعتقد بأنهما من تنظيم»القاعدة» أمس مسؤولا يمنياً رفيع المستوى في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء(جنوبصنعاء) في حين استمرت المواجهات لليوم الثاني غرب مدينة عمران شمال العاصمة بين الحوثيين وقوات حكومية يقودها عسكريون قريبون إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، ما أسفر عن قتل أكثر من 15 شخصاً على الأقل وسط جهود رسمية غير معلنة لوقف القتال. وتزامنت هذه التطورات مع تظاهرة نظمها ناشطون جابوا شوارع صنعاء لدعم الجيش وتأييده في المعارك التي يخوضها منذ ثلاثة أسابيع ضد تنظيم «القاعدة» في محافظتي أبين وشبوة جنوباً، ومع تظاهرة أخرى في عدن (جنوب) دعت إليها فصائل في»الحراك الجنوبي» وشارك فيها الآلاف إحياء لذكرى محاولة الانفصال الفاشلة عن الشمال عام 1994. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة»، إن «مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية ويرجح أنهما من القاعدة توقفا أمس قرب المكتبة العامة في مدينة رداع وأطلقا النار على أمين عام المجلس المحلي للمدينة عبدالله أبو طالب ما أدى إلى مقتله وجرح مسؤول المكتبة قبل أن يلوذا بالفرار». من جهتها، أعلنت السلطات توقيف سعودي من أعضاء تنظيم «القاعدة» في محافظة لحج (جنوب)، ويدعى معاذ ماجد حامد العسيري، وقالت إنها أحالته على التحقيق، مؤكدة أنه أحد الفارين من المواجهات الدائرة بين الجيش ومسلحي التنظيم في أبين. وفي محافظة عمران (شمال صنعاء) تواصلت أمس لليوم الثاني المواجهات بين المسلحين الحوثيين وقوات حكومية من اللواء 310 الذي يقوده عسكري قريب من جماعة الإخوان وحلفائهم القبليين في المحافظة. وتضاربت الأنباء في حجم الخسائر في الأرواح في ظل تكتم المصادر الرسمية وتحفظ الحوثيين، إلا أن مصادر محلية أعلنت «سقوط خمسة جنود على الأقل وأربعة من مسلحي القبائل المساندة في مقابل 10 قتلى من الحوثيين الذين قالت إنهم حاولوا السيطرة على موقع عسكري في جبل الجميمة». وفي حين لم يصدر عن السلطات أي توضيح لهذه المواجهات، علمت «الحياة» أن وزارة الدفاع أوفدت لجنة من عدد من القادة العسكريين للبحث في هدنة تؤدي إلى وقف النار. وأفادت مصادر محلية «الحياة» بأن «القوات الحكومية استقدمت تعزيزات إلى أماكن المواجهات واستخدمت القصف المدفعي على مواقع الحوثيين الذين يردون بالأسلحة المتوسطة والخفيفة ويحاولون محاصرة مواقع تمركز الجيش المعزز بمسلحين قبليين موالين». في غضون، ذلك تظاهر آلاف اليمنيين في صنعاء دعماً للجيش في معركته مع تنظيم»القاعدة» الدائرة منذ ثلاثة أسابيع في شبوة وأبين، وجاءت التظاهرة التي جابت شوارع رئيسة في المدينة، في الذكرى الثانية لمقتل أكثر من مئة جندي في تفجير انتحاري في ميدان السبعين. وفيما تحتفل السلطات الرسمية بحلول الذكرى ال24 لإعلان الوحدة اليمنية بين شمال اليمن وجنوبه في 22 أيار(مايو) 1990، احتشد آلاف الجنوبيين في حي المعلا في عدن في تظاهرة لإحياء ذكرى محاولة الانفصال الفاشلة عن الشمال في العام 1994، والتي تزعمها آنذاك نائب الرئيس علي سالم البيض. وحمل المتظاهرون الذين جاؤوا من مناطق شتى منذ ليل الثلثاء أعلام دولة الجنوب السابقة ورددوا هتافات تدعو إلى فك الارتباط عن الشمال وترفض نتائج الحوار الوطني والدولة الاتحادية التي أقر المتحاورون قيامها بين ستة أقاليم. وألقى القيادي في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال حسن باعوم خطاباً، في الحشد شن فيه هجوماً على النظام ووصفه ب «نظام الاحتلال الهمجي المتهالك» كما هاجم نظام الأقاليم الذي كانت أقرته الأطراف المشاركة في الحوار الوطني، ووصفه ب «المشروع الشيطاني»، مبدياً تمسكه بمطلب الانفصال واستعادة الدولة في الجنوب.