سيطر عناصر يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة الليلة قبل الماضية على مديرية العدين التابعة لمحافظة اب في جنوب غرب اليمن، وذلك بعد سيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة على مركز المحافظة، حسبما افادت مصادر امنية ومحلية, وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "المشهد اليمني يتجه الى حرب مفتوجة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة". واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان مسلحين من القاعدة "سيطروا على العدين بعد ان شنوا هجومًا على مديرية الامن ومبنى السلطة المحلية ومركز البريد والبنك التجاري في المدينة" ما اسفر عن "مقتل خمسة من افراد الشرطة". وافاد شهود عيان لوكالة فرانس برس انه سمع دوي انفجار في المدينة وتبين انه تم تفجير واحراق مركز مديرية الامن. واعتبر مصدر محلي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان سيطرة القاعدة على المدينة هو بمثابة "رد على تواطؤ السلطات في تسليم مركز اب للحوثيين". وتبعد مدينة اب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، حوالى عشرين كيلو مترًا عن العدين. وانتشر الحوثيون الثلاثاء في اب ونشروا نقاط تفتيش فيها من دون اي مقاومة من السلطات، في سيناريو مشابه لسيطرة المتمردين الزيديين الشيعة على صنعاء في 21 ايلول/ سبتمبر، وعلى مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الاحمر يوم الثلاثاء. وتوعّدت القاعدة بشن حرب من دون هوادة على الحوثيين الذين ينتشرون بسرعة في اليمن من دون اي مقاومة من الدولة، في ظل تأجيج للتوترات الطائفية في البلاد. وفي المقابل، يؤكد الحوثيون الذين سيطروا على صنعاء بعد حركة احتجاجية بمطالب سياسية واقتصادية، انهم يريدون مواجهة المتطرفين السنة من عناصر داعش. وفي اب ايضًا، تمكّن الحوثيون بالاتفاق مع السلطة المحلية، من الانتشار داخل مدينة اب واقامة حواجز تفتيش ودوريات مسلحة، كما ضغط المتمردون لتغيير مدير الشرطة العميد الركن فؤاد العطاب المحسوب على التجمع اليمني للاصلاح. اتفاق تعز وفي مدينة تعز الكبرى والقريبة من اب، رصد وصول بعض المجموعات من الحوثيين الى تخوم المدينة، لكن اجتماعًا امنيًا عُقد بين السلطة المحلية وانصار الله (الاسم الرسمي للحوثيين)، وتم الاتفاق على "عدم دخول المسلحين، الحوثيين وغير الحوثيين، الى المحافظة وتجنيب تعز اي اعمال عنف او تخريب" بحسب مسؤول محلي. ويهدف هذا الاتفاق على ما يبدو الى تجنب حصول مواجهة في اكبر مدينة سنية في اليمن. وكان قائد المنطقة العسكرية الرابعة التي تشمل تعز تعهّد بأنه سيتصدى للحوثيين ولن يسمح لهم بدخول المدينة. الا ان مصادر محلية وقبلية وامنية متطابقة اكدت لوكالة فرانس برس ان العشرات من عناصر القاعدة رصدوا في اب وتعز في خطوة تنذر بمواجهات مع الحوثيين. اعتقال على صعيد اخر، اعتقلت قوات مسلحة، تعمل لحساب الحوثيين قيادياً في الحراك الجنوبي ومرافقيه أمس في مدينة عدن الميناء المهم جنوبي البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ردفان الدبيس، الناشط في الحراك، قوله إن قوات الأمن المركزي الموالية للميليشيات الحوثية في عدن، اعتقلت القيادي في الحراك الشيخ حسن بنان ومرافقيه من فندق زهرة المدائن في عدن. وأشار الدبيس إلى أن قوات الأمن أشهرت السلاح على العاملين في الفندق، وقامت بعدها باعتقال بنان واقتياده إلى مكان مجهول. وأضاف: تأكد لنا بعد ذلك أنه متواجد حتى الوقت الراهن لدى قائد قوات الأمن المركزي في عدن. وقال الدبيس إن هذا القائد "أعلن تأييده للحوثيين خلال الأيام الماضية". وأوضح الدبيس أن التهمة التي وجهت إلى بنان هي تشكيل مجاميع مسلحة للسيطرة على مدينة عدن والمطالبة بانفصالها عن شمال اليمن. ويشكل الحوثيون مجاميع مسلحة تستولي على مدن اليمن منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي. وأوضح الدبيس أن قبائل شبوه التي ينتمي اليها بنان اعتراها الغضب فور سماع الخبر، ومن المؤكد أنها ستطالب بالإفراج عنه بطرق مشروعة. والقيادي بنان هو زعيم قبلي من محافظة شبوه، وحكم عليه بالسجن بعد إدانته باقتحام مقار حكومية في 2011 في مدن عدن. وأُفرج عن بنان في 2013 بعفو رئاسي تم بموجبه نفيه إلى مصر، وعاد في الأسبوع الماضي إلى عدن لمشاركة المعتصمين في ميدان "العروض" في المطالبة بالاستقلال والانفصال.