اربيل، دياربكر – «الحياة»، أ ف ب - أعلنت تركيا ان عودة متمردين ومدنيين اكراد من العراق ستستمر بعد وصول مجموعة اولى الاثنين ضمت 34 مدنياً ومتمرداً كردياً من شمال العراق، ودعت الانفصاليين مجدداً الى تسليم اسلحتهم. وأعلن وزير الداخلية التركي بشير اتالاي في حديث نقلته وكالة انقرة «نتوقع في مرحلة اولى وصول مجموعات صغيرة من 100 الى 150 شخصاً». وتابع ان عملية «العودة الى الديار» تندرج ضمن اطار مشروع اصلاحات للحكومة لمصلحة الاكراد، اطلق عليه اسم «الانفتاح الديموقراطي»، ومن شأنها ان تؤدي الى تفكيك «حزب العمال الكردستاني». وتستعد الحكومة لتعرض على البرلمان اجراءات لمصلحة الاكراد لتسهيل ايجاد حل للنزاع في جنوب شرقي الاناضول حيث تخوض قوات الامن التركية والحزب الكردي حرباً منذ 1984 اوقعت 45 الف قتيل. ودعا اتالاي المتمردين الى القاء سلاحهم لأن «العملية التي نطلق عليها اسم «الانفتاح الديموقراطي» ستتأثر ما لم يسلموا اسلحتهم» الى السلطات. ووصل 34 مدنياً ومتمرداً من أكراد تركيا ضمن «مجموعة سلام» بحسب تسمية «حزب العمال الكردستاني» الى مركز حدودي تركي - عراقي الاثنين لدعم مشروع الاصلاحات الذي تنفذه انقرة. وتألفت هذه المجموعة من 8 متمردين من دون اسلحة اتوا من قاعدة ل «حزب العمال» في جبال قنديل (شمال العراق) و26 مدنياً من مخيم للاجئين في المنطقة نفسها حيث كانوا منفيين منذ التسعينات. وأعلنت وكالة «فراتنيوز» الموالية للاكراد ان المجموعة تحمل رسالة الى السلطات التركية تطالب خصوصاً بالمزيد من الحقوق السياسية والثقافية للاكراد ووضع حد للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش ضد المتمردين. وأفرجت السلطات التركية عن 29 منهم الاثنين واحيل الخمسة الآخرون امام المحكمة «لانتمائهم الى تنظيم غير مشروع»، الا انه افرج عنهم بعد ظهر الثلثاء اذ اخذ القضاة عودتهم طوعاً في الاعتبار، بحسب مصدر قضائي محلي. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المتمردين الى الاستسلام واعتبر عودة هذه المجموعة «ايجابياً». وقال خلال كلمة امام البرلمان «ليعودوا الى بلادهم»، رافضاً في الوقت نفسه اي حوار مع «حزب العمال» الذي اعلن الاسبوع الماضي انه سيرسل الى تركيا «مجموعات سلام» من العراق واوروبا بناء على دعوة زعيمه المسجون عبدالله اوجلان، لدعم الجهود التي تبذلها الحكومة التركية بهدف حل النزاع الكردي. وجرت تظاهرات دعم لمبادرة «حزب العمال» الاثنين في عدد من المدن. وكان جميل بايك، احد القادة العسكريين ل «حزب العمال» أكد من قاعدته في شمال العراق ان عناصره «لن ينزلوا من الجبل» طالما لن «تغير تركيا سياستها» ولن تعدل عن «القضاء» على الاكراد. الى ذلك، أبلغ الناطق باسم قوات حرس اقليم كردستان العراق «البيشمركة» جبار ياور «الحياة» إن طائرتين عسكريتين تركيتين اخترقتا اجواء العراق وحلقتا لمدة ساعة فوق مناطق في الاقليم من دون ان تطلقا النيران، فيما جدد تأكيده على أن حماية اجواء الاقليم والعراق هو من واجب الحكومة المركزية وفق ما ينص عليه الدستور. وأوضح ياور ان «شهود عيان شاهدوا الطائرتين وهما تلقيان منشورات فوق مناطق برداوست وقنديل». وكان البرلمان التركي جدد الاسبوع الماضي تفويضه للجيش التركي بشن عمليات عسكرية داخل الاراضي العراقية لملاحقة عناصر «حزب العمال». ووقع 85 نائباً عراقياً مذكرة احتجاج قدموها الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته بغداد هذا الاسبوع طالبوا فيها بالغاء تفويض الجيش التركي ووقف انتهاك سيادة العراق على اراضيه. يذكر ان الطيران العسكري التركي يشن باستمرار غارات جوية على مواقع يزعم أن عناصر «الكردستاني» يتحصنون فيها، بينما تقتصر طلعات جوية أخرى على القاء منشورات وبيانات تدعو المقاتلين الاكراد الى القاء السلاح. وحول تفويض البرلمان التركي بيّن ياور أن «التفويض يأتي عادة عندما يكون هنالك اتفاق بين الدولة وجارتها بهذا الخصوص او أن تكون الجهة التي تفوض قد حصلت على موافقة من حكومة الدولة المجاورة، لكن أنقرة لم تحصل على أية موافقات مسبقة من بغداد تفوض قواتها لدخول الاراضي العراقية وشن عمليات عسكرية فيها». وأخلى سكان عشرات القرى في مناطق جبل قنديل وحصاروست وخواكورك منازلهم ومزارعهم ولجأوا الى مناطق أكثر أمناً خشية تعرضهم للقصف.