حولت مستشفيات في السعودية فترة ما بعد الولادة (النفاس) إلى مرحلة للترفيه والاستجمام الراقي بمستوى «5 نجوم» بإدخال تقليعات حديثة، انتحت فيها منحى الفنادق الفخمة والمنتجعات الصحية الراقية، عبر توفير سبل الراحة المتنوعة، والاهتمام بتفاصيل كثيرة بدءاً من زينة الغرفة التي تقطنها «الوالدة» في المستشفى مروراً بلون غرفة المولود، والهدايا التي تقدم للزائرين. عن ذلك يقول المشرف في أحد المستشفيات الخاصة أحمد الفرهود إن معظم المستشفيات الخاصة وصلت إلى قناعة بأن غالبية النزلاء لا يهتمون بشكل كبير في الخدمات والإمكانات الطبية بقدر حرصهم على الخدمات الترفيهية التي تقدم فيها، «إذ أصبحنا نركّز على عوامل الترفيه بشكل كبير، ما حول المستشفيات إلى فنادق ومنتجعات صحية للاسترخاء». ويضيف: «بتنا نهتم بكل متطلبات المرأة وتوجهاتها الفكرية أيضاً، لأن الكثير يعتبرن مناسبة «النفاس» أهم من أية مناسبة أخرى قد تمرّ على المرأة في حياتها، لذا لابد من الاهتمام بها أكثر من أي شيء آخر، وتختلف تلك التقليعات الجديدة للاحتفال بهذا الحدث من سيدة لأخرى وفقاً لظروف عدة منها العامل المادي. وأشار إلى أنه في بعض الأحيان نقوم في المستشفى بجلب الكثير من الأثاث المتنوع لنزلاء ال «VIP»، غالباً ما يجلب من بيوت الأثاث العالمية بمبالغ كبيرة، إضافة إلى استيراد بعض المأكولات من خارج السعودية، مرجعاً ذلك إلى القدرة المالية لدى هؤلاء الزبائن، وكذلك الحالة النفسية التي تمر بها المرأة بعد الولادة، والتي تعوضها في الترفية والفخامة التي تعيشها بعد مرحلة الولادة. وعن كلفة الولادة، يوضح أن ارتفاع الكلفة ليس في عملية الولادة التي يعتبر سعرها معروفاً (يتراوح بين 5 آلاف و15 ألف ريال) شاملة متابعة الحمل من بدايته وحتى الوضع مع بقاء يوم الولادة للمتابعة الصحية. ولفت الفرهود إلى أنه في حال طلب الخدمات الترفيهية، فإن الأمر يحدد بحسب الطلبات التي تصل كلفتها أحياناً إلى 80 ألف ريال، مشيراً إلى أن بعض النساء يطلبن خدمات إضافية. ويذكر الفرهود أن إحدى السيدات طلبت تغطية الطريق من باب المستشفى إلى باب جناحها الفاخر بالورود، إضافة إلى وضع أثاث ثمين في جناحها، فضلاً عن الهدايا القيمة التي قدمت من المستشفى. من جهته، أشار منسق الحفلات محمد أبوخالد إلى توجه بعضهم في توزيع هدايا ذات طابع ديني كتوزيع سجادة صلاة من ماركات عالمية كسجادة مطبوعة على حرير ستان تطوى وتصبح بحجم الكف، إلى جانب مسبحة من ماركة عالمية أيضاً تكون في الغالب مذهبة ومعلق بها شريط للتهنئة وطلب الدعاء. وذكر أن تنظيم الحفلات شهد تطوراً كبيراً في النشاط، ففي السابق كان تنظيم الحفلات يقتصر على مناسبات الأفراح، لكنه اتسع الآن ليشمل مناسبات المواليد التي تشهد قبولاً كبيراً بنسبة تتجاوز 80 في المئة عن العام الماضي، مؤكداً وصول الاهتمام إلى ملابس المضيفين التي تحولت إلى فارهة بعد أن كانت في الغالب ملابس المنزل العادية. وأشار إلى أن بعض الشركات تخصصت في طباعة بطاقات الدعوى بألوان وأشكال جذابة لإغراء المدعوين على الحضور، كما قام بعضها بتشكيل فرق متخصصة في التصوير لتسجيل عملية نزول الجنين وردود فعل الأم والأقارب بالصور الفوتوغرافية أو بالفيديو. وأوضح أن بعض المستشفيات فتحت قسماً خاصاً بالعلاقات لرعاية النزلاء وتلبية طلباتهم، في حين استعان جزء آخر منها بمؤسسات تهيئة الحفلات حتى يقدموا المأمول منهم، ما يسهم في تنشيط أعمالهم بجميع الأوقات، بخلاف المناسبات التي تكون عادة في الأعياد وفي فترات الصيف من كل عام، وأيضاً مناسبات النجاح السنوية.